الدرس 118: الكسب المحرم

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 7 صفر 1435هـ | عدد الزيارات: 1868 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

س: ما حكم كسب المال من بيع الخمور بعد التوبة ؟

ج: إذا كان حين كسب الحرام يعلم تحريمه فإنه لا يحل له بالتوبة بل يجب عليه التخلص منه بإنفاقه في وجوه البر وأعمال الخير

س: هل يجوز للأب أن يأكل من ابنه المكتسب من المخدرات ؟

ج: إذا كان جميع كسب الابن حراماً فلا يجوز للأب أن يتناول منه شيئاً

س: رجل يعمل في الكوافير أي "ميزيناً" لشعر النساء ما حكم ذلك ؟

ج: إذا كان عمل من ذكرت من الأقارب كما وصفت فعمله حرام وكسبه حرام ويجب على من يعمل ذلك أن يتخذ له مهنة أخرى بعدا عن الحرام وأبواب الكسب كثيرة والحمد لله "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ" وخير للمسلم أن يحفظ نفسه وأن يبعد عن موارد الفتن حفظا لعرضه ودينه وسيجعل الله له من أمره يسرا ولا يجوز لمن زارهم من أقارب وأصدقاء مثلا أن يأكل من طعامهم أو يشرب مما يملكون إذا لم يكن لهم دخل إلا من طريق ذلك العمل

س: عملت محاسباً فزاد عندي المال بعد الصرف ماذا أعمل ؟

ج: اسأل أصحاب الاستحقاق فإن تبين نقص على أحد منهم دفع إليه بقية المستحق وإن تعذر معرفة صاحب الحق فيتصدق به على الفقراء بنية عن صاحبه

س: إذا كان على الشخص مظالم في شكل ديون وإمكانياته في الوقت الحاضر لا تسمح له برد المظالم وفي نيته رد تلك المظالم متى ما سمح ذلك علما بأن أصحاب تلك المظالم "الديون" غير موجودين معه في نفس البلد وإذا مثلا حصل مالا وهو خائف على نفسه من الفتن ويرغب أن يتزوج هل يقدم الزواج أم رد المظالم ؟
ج: يجب تقديم رد المظالم من الديون ونحوها على الزواج إلا إذا أذن أصحاب الديون له بتقديم الزواج على تسديد ديونه فيجوز حينئذ أما بالنسبة لخشيته الفتنة على نفسه فعليه أن يصوم حفظا لنفسه منها لقوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء

س: لدي عماله هربوا وتركوا بعض الأجرة وبسبب هروبهم تعطل عملي مدة من الزمن ؟

ج: إذا كان الواقع ما ذكر فابذل جهدك في التعرف عليهم بواسطة عناوينهم التي أخذت عند التعاقد وادفع إليهم حقوقهم وإذا لم تتمكن من ذلك فتصدق بحق كل واحد عنه إن كان مسلما بنية أن يكون ثوابه له وإن لم يكن مسلما فتصدق بها براءة لذمة المتصدق فإن جاءك بعد فأخبره بالواقع فإن رضي فبها وإلا فادفع حقه إليه ولك أجر التصدق

س: ما حكم الدعوة لوليمة أو حفلة لدى البنوك التي تتعامل بالربا ؟

ج: البنوك التي تتعامل بالربا لا يجوز قبول دعوتها لوليمة أو نحوها

س: رجل اقتحم منزلي وسقط منه مبلغ من المال مقداره عشرين ألف ريال وأعرفه ؟

ج: يجب عليك تسليم المبلغ لصاحبه

س: لدي مال مخلوط حلاله بحرامه ؟

ج: إذا كان كذلك فتصدق منه بقدر ما تظن أنك قد تخلصت مما خالطه من الحرام على وجه التقريب واستغن بما بقي منه يغنك الله من فضله قال الله تعالى "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"( الطلاق 2،3)

وعليك أن تبادر بالتخلص من الاشتراك فيما وصفت من التجارة في المحرم وأن تتوب إلى الله وتستغفره عما مضى وتراعي الوقوف عند حدود الله في مستقبلك في التجارة وغيرها

س: إنني موظف حكومي وأقوم بتسليم رواتب الموظفين وهم نساء عن طريق شخص آخر ويوجد هلل في رواتب الموظفين ولا يتوفر لدي هلل ولذلك لا أسلمه أصحابه ومرة من المرات بقي معي ألفي ريال وسألت الموظفين هل لديكم نقص وكذلك مرجعي الذي آخذ منه الفلوس ولم يذكروا نقصاً مع أنني لم أخبرهم بالمبلغ ؟ أمل الإفادة

ج: إذا كان الأمر كما ذكر فإن الواجب أن تتصدق بما لديك من المبالغ على نية من هي له

س: استفدت من مساهمتي في البنوك الربوية فما الحكم إذا أريد التوبة ؟

ج: عليك التوبة والاستغفار من ارتكاب جريمة المشاركة في هذا الأمر المحرم والإقلاع عن ذلك وسحب مساهمتك عسى الله أن يتوب عليك فهو سبحانه القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى

ثانيا: عليك التخلص من الأرباح التي حصلت لك بسبب هذه المساهمة بصرفها على الفقراء والمساكين

س: لي أرباح ربوية عند الناس بعضها استلمتها وبعضها باقي ؟

ج: إذا تاب العبد من المعاملة الربوية وهي لا تزال قائمة بينه وبين الناس فيجب عليه استلام رأس ماله فقط ويترك الزيادة الربوية امتثالا لقوله تعالى:" وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ"

ثانيا: إذا استلم قيمة المعاملة الربوية مع ربحها فيجب عليه تملك رأس ماله الأصلي فقط والربح الربوي ينفقه في وجوه البر

س: ما حكم الاختلاط والأكل مع من يتعاملون بالربا ؟

ج: تنصحهم وتبين لهم أن التعامل بالربا محرم بالكتاب والسنة والإجماع وأما الأكل معهم ففيه تفصيل فما تبين لك أنه من كسب حرام فلا يجوز لك أكله وإلا فيجوز لك الأكل منه وهكذا الحكم في الأكل من طعام أقاربك ومعارفك

س: أنا رجل كنت أجمع التبرعات من الناس والصدقات والزكوات وأنا رجل ليس لي دخل فكنت آخذ من هذه الأموال حتى بلغ ما أخذته ثمانية وستون ألف وندمت الآن وراتبي الآن ألف وخمسمائة فماذا أفعل ؟

ج: يجب عليك إيصال الأموال التي أخذت إلى من جمعتها منهم مع التوبة إلى الله عز وجل فإن لم تتمكن من ردها إلى أصحابها فتصدق بها على الفقراء بقدر ما تستطيع

س: كنت في السابق أشرب الدخان ولاسيما ما يسمى بالشيشة وعندما تركت هذه العادة السيئة ولله الحمد أخبرني العامل الموجود بالمقهى بأنه يطلبني مبلغاً من المال فهل أعطيه هذا المال أو ماذا أعمل ؟

ج: إذا كان هذا الدين ثمنا لمحرم فإنه لا يجوز لك دفعه لصاحبه لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ولعن في الخمر عشرة منهم بائعها ومبتاعها وآكل ثمنها، أما إذا كان هذا الدين في مقابل مباح فإنه يجب عليك وفاؤه لأنه حق لمخلوق في ذمتك.

كما أجابت اللجنة في سؤال عن مال لنصراني بأنه يجب البحث عنه فإن تعذر العثور عليه يتصدق بمال النصراني بالنية عنه فإن جاء يوماً يطلب حقه فأخبره بما علمت فإن أقره وإلا فادفع إليه حقه ويكون ثواب ما تصدقت به لك

س: هل يجوز التصدق بمبلغ عشرة آلاف ريال من قبل شخص عليه ديون ولكن راتبه جيد ويخاف أن يفوته فرصة تلك الصدقة وهي إقامة مدرسة تحفيظ القرآن ؟

ج: المبادرة لإبراء الذمة من الديون أولى بالتقديم من نوافل الصدقات إلا إذا كان الدين لم يحل وقته وعنده مال يزيد على مقدار الدين فله أن يتصدق بما زاد عن الدين في هذه الحال

س: اشتريت سيارة بمبلغ تسعة آلاف ريال أقساطا وبسبب فصلي من عملي وانتقالي من الرياض إلى المنطقة الغربية انقطعت عنه ولا أعرف اسمه كاملا ولا عنوانه ؟
ج: يلزمك البحث عن صاحب المبلغ المذكور لديك بالإعلان عنه في الصحف وبسؤال من تظن أنهم يعرفونه من أهل البلد الذي هو فيه وإذا لم تعثر عليه بعد بذلك الجهد في التعرف عليه فتصدق بالمبلغ على نية أن أجره لصاحبه أو ضعه في مشروع خيري

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1435-2-7هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 4 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 143 الجزء الرابع تأويل الصفات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 142 الجزء الرابع التحدث بالنعم والنهي عن الإسراف - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 141 الجزء الرابع ‌‌أخلاق أهل العلم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 140 الجزء الرابع ‌‌أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة. - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 139 الجزء الرابع  الحاجة للقضاء الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 138 الجزء الرابع  أخلاق المؤمنين والمؤمنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة