علاج الزنا واللواط

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 29 ربيع الأول 1435هـ | عدد الزيارات: 2403 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله أسبغ علينا من جليل انعامه لنشكره ونطيعه ونعبده حق العبادة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحليم على عباده الذين يعصونه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً ويغمرهم بحلمه وعطفه وكرمه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك عليه وعلى صحابته الكرام أفضل الصلاة والتسليم

أما بعد

عباد الله: لا يخفى على أحد منا مضار الزنا ومفاسد اللواط على مجتمعنا المسلم والعذاب الشديد الذي توعد الله به هذه الطائفة المريضة من الزنا واللوطية في الدنيا والآخرة لا بد لنا من معرفة المخرج من هذه المصيبة والكارثة التي تنذر مجتمعنا المسلم الهلاك والدمار فمما لا شك فيه أن انتشار الزنا واللواط في بلد من البلدان يعرضها للفساد والخراب ويسلط عليها الأعداء ولقد تنبه لهذا أحد القادة المسلمين في مصر فعندما تكالب الأعداء على القاهرة وساموها سوء العذاب وأراد قتالهم فأول عمل قام به هو إخراج البغايا من القاهرة أي تطهير البلاد من الفساد وأهله قبل أن يبدأ في قتال العدو الخارجي حتى يتسنى للمسلمين بعد ذلك النصر والظفر إذاً لا بد من معرفة العلاج لهذا الداء الوبيل إن العلاج لهذا الفساد ينحصر في أمور ثلاثة

أولاً: التربية السليمة

ثانياً: إقامة الحدود

ثالثاً: تيسير أمور الزواج

فما معنى التربية السليمة: معناها أن نربي أبنائنا تربية إسلامية صحيحة سليمة من لوثات الفكر الدخيل على أمتنا الإسلامية فننشعرهم بعظمة الله وقدرته ونملاً قلوبهم بخشية الله وتعظيمه ونهيئ لهم جواً إسلامياً تحميه الفضيلة وتحيط به العزة والكرامة والشهامة ولمزيد من التوضيح أقول: إن الطفل عندما يولد فإنه يولد على الفطرة يولد على حب الخير والحق والعدالة يولد وعنده الاستعداد للالتزام بالحق وأبواه هما اللذين يختاران له الطريق فإما أن يساعداه على فهم هذه الشريعة السهلة شريعة الإسلام والعمل لها وإما أن يطرق طرقاً أخرى تتنافى مع هذه الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها "صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون"البقرة:138. ومن هنا فإن العبء والمسئولية تقع على والديه فعليهم أن يربوه التربية الإسلامية التي يريدها الله منهم لا أن يهملوه ويتركوه بين يدي شياطين الإنس والجن ليسلكوا طرق الفساد والضلال وكأني بالأباء الآن يقولون كيف نربي أبناءنا وكيف نحفظهم من هذه الرذيلة

ويأتي الجواب ليقول: إن التربية تكون الآتي

أولاً: بالقدوة الحسنة فعليك أيها الأب أن تكون مثالاً حيا للمسلم الحق ليقتدى بك ابناؤك فيجب أن يعرف منك أبناؤك محبتك للخير والفضيلة وذلك بمبادرتك إليها وتشجعيهم على فعلها ويجب أن يعرف أبناؤك عنك أيضاً بغضك للرذيلة باجتنابك لها وتطهير لسانك من ذكرها وتنفير ابنائك منها ويجب أن يرى فيك ابناؤك الخوف من الله وذلك باستشعارك لعظمته وبكائك على خطيئتك وإدمانك على ذكر الله وتسبيحه وتكبيره والأم كذلك يجب أن تصبغ سلوكها كله بصبغة الإسلام وذلك بمحافظتها على الزي الإسلامي الجميل فيجب أن تحفظ عورتها عن ابنائها أما أن يراها أبناؤها دائماً وهي مكشوفة الصدر والساقين فإن هذا ليس من أخلاق المؤمنات والأم إن فعلت هذا فليس من أخلاق المؤمنات وتكون أيضاً قدوة سيئة لبناتها وتميت قلوب أبنائها بعملها السيئ

فيجب على الأم أن تكون محتشمة في بيتها وأن تلبس لباس العفة والكرامة والحشمة في بيتها وبين أبنائها وبناتها وأن يكون لسانها دائماً مداحاً ومثنياً على الفضيلة ومستهجناً على الرذيلة والانحلال وذلك حتى يتربى الأولاد ويكبرون وكلهم رمز للكرامة والشهامة والفضيلة والعزة وحتى تمتلئ قلوبهم ببغض الرذيلة والفساد الخلقي وهذا ينعكس على سلوكهم حيث ستجدهم شرفاء أعزاء ودعاة للمحافظة على العزة والكرامة

ثانياً: ينبغي على الوالدين أن يجتهدا في أن لا تقع عيون أبنائهما على ما يثير غرائزهم ويدفعهم للتقليد فمثلاً يجب على الرجل إذا أراد أن يواقع زوجته أن يكون في مكان لا يسمح برؤية أطفالهما لهما وبعض الناس يتساهل بهذا الأمر فتجده ينام هو وأطفاله في غرفة واحدة وهي مكان النوم والجماع فهذا خطأ فربما وقعت عين أحد الأطفال على الأبوين وهما على هذه الهيئة فينطلق الابن أو البنت بدافع المحاكاة إلى تقليد أبويهما فيحدث ما لا تحمد عقباه وينبغي كذلك أن تحفظ عينا الطفل فلا تقع على عورات الغير النتنه التي تفوح منها رائحة الزنا والتي خلت من الكرامة والفضيلة فبدت فيها العورات المكشوفة والأجساد العارية، وينبغي أن تتنزه البيوت عن مثل هذه القنوات الساقطة وأمثالها مما تتكشف فيه العورات وتعرض فيه أجساد الساقطات من النساء

ثالثاً: يجب على الأب أن يختار لابنه الرفقة الصالحة التي تذكره إذا نسي وتعيده إلى جادة الصواب إذا أخطأ، ووالله إن لهذه الرفقة الصالحة أثراً على حياة الفرد فهي خير معين على الطاعة ولقد نادى بها الله سبحانه وتعالى نبيه من فوق سبع سموات حاثاً له على الالتزام بهذه الفئة التي جعلت رضى الله سبحانه وتعالى غايتها وهدفها، وأعرضت عن الفساد وأهله بل إنها أعرضت عن كل فتنة من فتن الدنيا خشية الانحراف

" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قبله عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا " الكهف 28

اللهم ألهمنا رشدنا وأعد من حاد عن طريق الحق إلى جادة الصواب اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا اللهم من أراد الإسلام أو أهله بسوء فاشغله بنفسه ورد كيده في نحره اللهم من أراد مسلماً بسوء فافضحه وأذله واجعل تدبيره تدمير له إنك سميع مجيب

هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة على المصطفى الأمين

أما بعد

عباد الله: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.التحريم:6.

ارحموا أولادكم من العذاب في الآخرة فأطروهم الحق أطرا فأنتم عنهم مسؤلون وعليهم مراقبون ومتابعون

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضى واصلح لنا في ذرياتنا

وصلى الله على نبينا محمد

1435-3-29هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 1 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي