الدرس 309 الحث على مبدئين عظيمين في الإٍسلام

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1629 القسم: الفوائد الكتابية

إخواني؛

أُحييكم بتحية الإسلام الخالدة، فسلاملُ الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد:

في دنيا المبادئ يضع الإسلام لمحتضنيه مبدئين عظيمين من شأنهما أن يشدا على الرابط بين المسلمين ويحفظا وحدتهم ويصونا كرامتهم :

المبدأ الأول: الاهتمام بأمر المسلمين والاهتمام بأمر المسلمين لا يعني المظهر دون المخبر ولا يكفي فيه إبداء الشعور الطيب دون خطوات إيجابية تعبر عن الاهتمام الفعلي وبعبارة أصرح لا يكفي من المسلم مجرد التألم والأسى وسكب الدمع مدراراً على ما ينزل بالمسلمين من البلوى بل من واجبه أن يرفع الصوت عالياً مستنكراً الجرائم التي تنزل بإخوانه أو يحمل السلاح إلى جانبهم أو يمدهم بالمال إٍسهاماً في رفع كابوس المحنة عنهم حتى يعود الحق إلى نصابه وحتى يشعر المسلم المنكوب أن إلى جواره من إخوانه من يشد أزره ويرعى فيه حق أخوة الإسلام ويحقق بالعمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم "إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ. "صحيح البخاري وإذا كان الشعور الطيب لا يكفي في تصوير اهتمام المسلم بأخيه فكيف بمن يعرض عن نصرته وهو قادر وكيف بمن يقف موقف المتفرج من الكوارث تنزل بإخوانه ثم لا يكون منه انتفاضة أو أي محاولة لرد الطغيان وكف العدوان أفلا يكون مؤاخذاً على تبلد إحساسه ؟!

والضرب يا عباد الله مثل لجميع ألوان الارهاب والتعذيب يشمل كل الوسائل التي يعمد إليها الإنسان لتعذيب الإنسان.

المبدأ الثاني: الذي وجه إليه الإسلام اتباعه هو أن لا يقبل المسلم الذلة والهوان وأن لا يعيش في الأرض وهو خليفة الله فيها منكس الرأس مستعبداً للغير وقد وصله الله بمعيته كما قال تعالى ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَالأنفال 19 وارتفع بمقامه وجعل له العزة في العالمين كما قال تعالى ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(آل عمران139) ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ(المنافقون 8) وجعل رزقه وأجله بيده لئلا يطأطئ رأسه لمخلوق كي يصله برفده أو يرتفع براتبه ورتبته كما قال تعالى ﴿فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (العنكبوت17) وقال تعالى ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(الذاريات 58) وما الناس في الواقع إلا وسائط لإيصال ما قدر للعبد في دنياه من الرزق أو الجاه أو المنصب أو غير ذلك من أمور الدنيا لن يفرغ أجل عبد إلا وقد استوفى ما قدر له فيها كما جاء في الحديث "إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي ، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها ، وتستوعِبَ رزقَها " صحيح الجامع للألباني .

أيها الإخوة: خذوا بكل مبدأ رَسَمَهُ الإسلامُ، أخلصوا الولاءَ للإخاء الإسلامي وابتغوا العزة التي كتبها الله للمؤمنين تكونوا من أولي الألباب الذين أمتدحهم الله في محكم الكتاب بحصافة عقولهم وسداد مسلكهم فقال : ﴿ فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (الزمر 17، 18)

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم

1435-5-2هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 9 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي