الدرس 272 غزوة خيبر

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1759 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

لم يزل اليهود في عداء الإسلام متمردين يريدون القضاء عليه وعلى أهله حسدا وبغيا واعتداء والله لا يحب المعتدين فلقد كانت لهم مواقف عدائية مع النبي صلى الله عليه وسلم يعرفها من قرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتاريخ حياته كانوا من أعظم الناس تهييجا للأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الدائرة ولله الحمد تكون عليهم في جميع مواقفهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وفي شهر الله المحرم من السنة السابعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتجهز لغزوهم في خيبر وكانت خيبر ثمانية حصون أو خمسة تبعد عن المدينة نحو مئة ميل من الشمال الغربي وهي زراعية فحاصر النبي صلى الله عليه وسلم أول حصن من حصونهم فمكث عليه ستة أيام لم يصنع شيئا وفي الليلة السابعة ظفر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيهودي خارج من الحصن فأتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أدركه الرعب قال إن أمنتموني أدلكم على أمر فيه نجاحكم فقال إن أهل هذا الحصن أدركهم التعب والملل وهم يبعثون بأولادهم إلى الحصن الذي وراءه وسيخرجون لقتالكم غدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله علي يديه" فلما أصبح سأل عن علي بن أبي طالب فقيل إنه يشتكي عينيه فدعا به فبصق في عينيه فشفاها الله في الحال كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فحمل المسلمون على اليهود حتى فتح الحصن ومازال المسلمون يفتحونها حصنا حصنا حتى أتم الله فتحها ولله الحمد وأذل اليهود ونصر المسلمين عليهم وغنموا منهم مغانم كثيرة وملكوا أرضهم ولكنهم طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقوا فيها يعمرونها ويزرعونها على النصف فأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال نقركم ما شئنا فلما كان زمن عمر أجلاهم عمر رضي الله عنه عنها إلى تيما وأريحا وكان من أسباب إجلاء عمر إياهم أنه في عهده كثرت مؤامرات الاغتيال والتخريب من قبل اليهود في خيبر ومن ذلك أن مظهر بن رافع الحارثي استقدم عشرة من نصارى الشام يعملون بأرضه فأقبل حتى نزل بهم خيبر فأقام بها ثلاثة أيام فجاء رجل من اليهود وقال لهم أنتم نصارى ونحن يهود وهؤلاء قوم قد قهرونا بالسيف وأنتم عشرة رجال أقبل رجل واحد منهم يسوقكم من أرض الخمر والخير إلى الجهد والبؤس وتكونون في رق شديد فإذا خرجتم من قريتنا فاقتلوه قالوا ليس معنا سلاح فزودهم بالسلاح فخرجوا وقد اعتزموا تنفيذ ما أوصى اليهود به إليهم

فلما وصلوا إلى ثبار في طريقهم إلى المدينة مع مظهر الحارثي قال مظهر لأحدهم ناولني كذا وكذا فاقبلوا إليه جميعهم قد شهروا سكاكينهم فخرج مظهر يعدوا إلى سيفه ولكنهم بعجوا بطنه قبل أن يخرج السيف من غماده وبعد أن قتلوه عادوا إلى خيبر فآواهم اليهود وأخفوهم ثم زود وهم وأعطوهم قوة فلحقوا بالشام

ثم إن المسلمين استغنوا عن بقائهم بخيبر وكان الشرط الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم أنا نقرهم ما شئنا فلما حصل منهم العدوان واستغنى عنهم المسلمون أجلاهم عمر سنة عشرين من الهجرة إلى تيما وأريحا

فهذا تاريخ اليهود مع الإسلام وأهله قاتلهم الله وأذلهم وقلبهم على أعقابهم خائبين إنه جواد كريم قال الله تعالى: " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (البقرة 109)

اللهم كما طهرت مدينة نبيك من رجس اليهود وطردتهم منها فطهر الأقصى من دنسهم وأخرجهم منه ومن بلاد المسلمين هم وإخوانهم النصارى أذلاء صاغرين.

وصلى الله على نبينا محمد

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 6 =

/500