الدرس 262: أحاديث سئل عن صحتها 3

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 23 ربيع الأول 1437هـ | عدد الزيارات: 2033 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

حديث (إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي، وليقل: ذكر الله من ذكرني) لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو ضعيف

حديث (اتق الله تكن أعلم الناس) غير صحيح لما في سنده من المجاهيل

حديث (من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني( ضعيف

حديث (من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي) ضعيف

حديث (من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا شهيدا يوم القيامة) ضعيف

هذا وقد وردت أحاديث صحيحة في الحث على زيارة القبور عامة، للعبرة والاتعاظ والدعاء للميت، وأما الأحاديث الواردة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم خاصة فكلها ضعيفة، بل قيل: إنها موضوعة، فمن رغب في زيارة القبور أو في زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم زيارة شرعية للعبرة والاتعاظ والدعاء للأموات، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والترضي عن صاحبيه دون أن يشد الرحال أو ينشئ سفرًا لذلك فزيارته مشروعة، ويرجى له فيها الأجر، ومن شد الرحال أو أنشأ لها سفرا فزيارته زيارة مبتدعة لم يصح فيها نص، ولم تعرف عن سلف هذه الأمة، بل وردت النصوص بالنهي عنها، كحديث (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) رواه البخاري ومسلم

حديث (من عشق فعف وكتم مات شهيدا) هذا الحديث روي من عدة طرق بألفاظ مختلفة لكن لا يصح شيء منها

حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا علي لا تنم إلا أن تأتي أشياء وهي قراءة القرآن كله التصدق بأربعة آلاف درهم زيارة الكعبة حفظ مكانك في الجنة إرضاء الخصوم، فقال علي كرم الله وجهه وكيف ذلك يا رسول الله....) إلى آخر

ج: هذا الحديث لا أصل له، بل هو من الموضوعات، من كذب بعض الشيعة كما نبه على ذلك أئمة الحديث

وما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (العقد شريعة المتعاقدين) لا نعلم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ، وإنما هو مما فهمه بعض المتعلمين من نصوص الشريعة، كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ) وقوله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) فعبر عن فهمه من عند نفسه بالعبارة المذكورة

حب الوطن من الإيمان، والنظافة من الإيمان، والتدبير نصف المعيشة، أو الاقتصاد نصف المعيشة، ليست بأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هي كلمات جرت على ألسنة الناس

حديث (لا تجعلوا آخر طعامكم ماء) لم نطلع عليه بعد البحث في مظانه، والظاهر أنه موضوع

حديث (نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر) جاء في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس بهذا اللفظ (أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر)، وقد جزم العراقي بأنه لا أصل له بهذا اللفظ، وكذا المزي وغيره، ولكن معناه ورد في عدة أحاديث

حديث (علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل) لم نطلع عليه، ولكن لبعضه شواهد تدل على أن له أصلا، كما في كشف الخفاء للعجلوني والجامع الصغير للسيوطي

حديث (من صافح يهوديا أو نصرانيا فليتوضأ وليغسل يده) رواه ابن عدي عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وقال: لا يصح، وفي إسناده إبراهيم بن هانئ مجهول بحديث بالأباطيل، وذكره الكناني في كتابه تنزيه الشريعة وقال: لا يصح

حديث (من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة) هذا الحديث باطل، قال الحافظ ابن حجر في اللسان هو من تركيب محمد بن علي بن العباس البغدادي العطار، زعم أن أبا بكر بن زياد النيسابوري أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه (من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمسة عشرة خصله) الحديث، وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية، وهكذا قال الذهبي في الميزان

حديث (سأل علي بن أبي طالب رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: سل لنا ربك مم خلقك، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه قائلا: رب مم خلقتني، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك من نور وجهي، وإني قسمت نور وجهي إلى ثلاثة أقسام: قسم خلقتك منه، وقسم خلقت منه أزواجك، وقسم خلقت منه من يحبك من أمتك) هذا الحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أصل له في كتب الحديث المعتبرة

س: قد ورد حديث في صحيح الجامع الصغير للسيوطي تحقيق محمد ناصر الدين الألباني المجلد السادس ص292، عن ابن عباس ورمز له بالصحة، هذا الحديث ليس بثابت، بل هو منكر، وذكره بعض أهل العلم في الموضوعات، ولا نعلم ما يدل على ما تضمنه من كتاب أو سنة، وهو الحديث المشهور بحديث صلاة التسبيح

حديث (عبدي أطعني تكن عبدا ربانيًا يقول للشيء كن، فيكون) هذا الحديث لم نعثر عليه في شيء من كتب السنة، ومعناه يدل على أنه موضوع، إذ أنه ينزل العبد المخلوق الضعيف منزلة الخالق القوي سبحانه، أو يجعله شريكًا له، تعالى الله عن أن يكون له شريك في ملكه واعتقاده شرك وكفر؛ لأن الله سبحانه هو الذي يقول للشيء: كن، فيكون، كما في قوله عز وجل: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ

حديث (أوحى الله إلى داود وعزتي ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته فتكيده السموات والأرض بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجا) حديث موضوع، كما ذكر الشيخ محمد ناصر الألباني ؛ لأن في سنده يوسف ابن السفر ، وهو ممن يضع الأحاديث، ومن ذلك يتبين أن كتاب منهاج الصالحين فيه الأحاديث الصحيحة وغير الصحيحة، فلا ينبغي الاعتماد عليه أما كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة فمؤلفه واسع الاطلاع في الحديث، قوي في نقدها والحكم عليها بالصحة أو الضعف، وقد يخطئ

قلت: اللجنة تريد بذلك الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله

حديث (من أبكى كفيفا لم أشفع له) لا أصل له فيما نعلم

وفي سؤال عن المحادثة التي دارت بين سويد رئيس الوفد وبين النبي صلى الله عليه وسلم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الوفد فقهاء حكماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء، ذكرها ابن كثير في حديثه عن قدوم وفد الأزد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ج 5 ص 106 من كتاب البداية، وذكر صدرها ابن حجر في ترجمة سويد الأزدي في كتاب الإصابة، ومدار سندها على علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي عن أبيه عن جده سويد الأزدي ، وعلقمة مجهول، فلا يحتج به؛ لما ذكره ابن حجر في (لسان الميزان) قال علقمة بن يزيد بن سويد عن أبيه عن جده لا يعرف، وأتى بخبر منكر فلا يحتج به وعلى هذا فالخبر غير صحيح

حديث (لما خلق الله تعالى جبرائيل عليه السلام على أحسن صورة وجعل له 600 جناح، طول كل جناح ما بين المشرق والمغرب ........ وحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن فضائل التراويح في شهر رمضان فقال: يخرج المؤمن من ذنبه في أول ليلة كيوم ولدته أمه ....... كلا الحديثين لا أصل لها، بل هما من الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

حديث (إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلا بنى قبة فسأل الصحابة من صاحب هذه القبة فأجابوه، فلما أراد أن يسلم عليه صاحب هذه القبة أعرض عنه الرسول صلى الله عليه وسلم) الحديث رواه أبو داود، وابن ماجه مع اختلاف في اللفظ، وفي سنده عند ابن ماجه عيسى بن عبد الأعلى بن أبي وفرة وهو مجهول الحال، وفي سنده أيضا أبو طلحة الأسدي عندهما، وهو مجهول الحال، وبذلك يعتبر الحديث ضعيفا

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

23-03-1437 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 2 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 140 الجزء الرابع ‌‌أهمية العلم في محاربة الأفكار الهدامة. - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 139 الجزء الرابع  الحاجة للقضاء الشرعي - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 138 الجزء الرابع  أخلاق المؤمنين والمؤمنات - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 137 الجزء الرابع هذا هو طريق الرسل وأتباعهم  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 136 الجزء الرابع توضيح معنى الشرك بالله - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 135 الجزء الرابع  بيان معنى كلمة لا إله إلا الله (3) - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي