ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

أهمية عشر ذي الحجة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 28 ذو القعدة 1439هـ | عدد الزيارات: 1260 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي سهل طريق السعادة للمسلمين، ووعدهم بجزيل الجزاء في يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وهب لعباده مواسم تضاعف فيها الحسنات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، فضله على جميع الأنام، وعلى آله وصحبه وأتباعه ومن اقتفى أثره، وسلك نهجه، واتبع سنته إلى يوم الدين

أما بعد عباد الله :-

إن أيام عشر ذي الحجة موسم من مواسم الطاعات ، يتنافس فيها المتنافسون كما قال تعالى وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ، فهي من أفضل أيام الدنيا، لما تضمنته من فضائل، واحتوت عليه من ميزات ،فليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي العشر الأول من ذي الحجة لما فيها من ليلة القدر،ونهار العشر الأول من ذي الحجة أفضل من نهار العشر الأخيرة من رمضان لما فيها من يوم عرفة ويوم النحر وهما أفضل أيام الدنيا هذا هو المعتمد من قول المحققين من أهل العلم، ومن أجل ذلك كان العلماء والفضلاء يتنافسون في أعمال البر والإحسان، ويكفي في فضلها أن الله أقسم بها وهو سبحانه لا يقسم إلا بعظيم من خلقه قال تعالى ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]

وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ) ، قالوا يا رسول الله : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ( وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ)..

عباد الله :-

لقد تضمنت هذه الأيام الفاضلة يوم عرفة ففي هذا اليوم الأغر يجتمع الحجاج من كل أنحاء العالم، وأصقاع البلاد يلبسون زياً واحداً ويلبون تلبية واحدة، ويتحقق فيهم قوله سبحانه إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ الحجرات: 10 فلا فرق بين أعجمي ولا عربي، ولا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات: 13]، ولفضل هذا اليوم قال رسولنا الخليل (الحج عرفة)، وبين أن صيامه لغير الحاج يكفر سنتين كما روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، ويمحو ذنوب العباد وتعتق في هذا اليوم الرقاب،روى الإمام مسلم عن عَائِشَةَ - رضي الله عنها - أن رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(ما من يَوْمٍ أَكْثَرَ من أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا من النَّارِ من يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ المَلاَئِكَةَ، فيقول: ما أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟)، فبادروا رحمكم الله الى صيامه، واغتنام اوقاته، بما ينفع ويدخر لما بعد الموت ، ومن افضل الأعمال في العشر الأواخر الحج :

وقد بين الله أن الحج فرض على كل من استطاع إليه سبيلا قال تعالى وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران: 97]. والاستطاعة تشمل القدرة المادية والبدنية، مع وجود المحرم للمرأة، ويكفي في فضل الحج ما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) ،وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد"رواه الترمذي وصححه، .

ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام المباركة التكبير وهو مشروع من أول الشهر إلى نهاية اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة .

روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما: (أنهما كانا يخرجان إلىالسوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما)

ومن الأعمال الصالحة تلاوة كتابه وقد جعل الله الشفاء والرحمة فيه والهداية والنور قال تعالى وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ [الإسراء: 82] وقال تعالى إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء: 9]، وعن عائشة رضي الله عنها قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران‏"‏‏‏متفق عليه‏‏‏.‏ وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏"‏من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول‏:‏ ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف‏" ‏‏‏‏‏رواه الترمذي.

وفي الأيام العشر يوم النحر يوم عظيم من أيام الله تعالى كما جاء في حديث عبدالله بن قُرْطٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ)) رواه أبو داود وصححه الألباني . والأيام العشر فرصة لكسب الحسنات، وعمل الصالحات، والدعاء في عرفات، فأكثروا من الدعوات الصالحات، لعموم المسلمين ولمن يتعرضون اليوم للأذى والضرر ، والنكبات، ودعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب من الأدعية المستجابة.

هذا وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي وفق من شاء من عباده، وأشهد أن لا إله إلا الله أرشد عباده إلى التوبة،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله جاهد في الله حق جهاده، وعلى آله واصحابه الداعين والسالكين طريق الهدى والمقتفين دعوته، وبعد:

أيها المسلمون

كل منا يتمنى أن يشارك حجاج بيت الله الحرام، ويقف موقفهم في عرفات،وهي أُمنية يتمناها كل منا، ويرجوها غالبنا، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فمن رحمته ولطفه بعباده، أن نوع العبادة وسهل طرقها، لينالوا بذلك الأجر والثواب، ويشاركوا إخوانهم الحجاج فيما هم فيه من الخير والبر وسائر الأبواب

وقد شرع لنا الاضاحي ليتقرب العباد إلى ربهم، ويتصدقوا بلحومها على الفقراء والمحتاجين، وليقتدوا بسنة نبينا إبراهيم، وفيها مواساة للفقراء،وإعانة البؤساء، قال تعالى ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37].

وإذا دخلت العشر الأوائل من ذي الحجة وأراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئاً حتى يضحي.

روى الإمام مسلم في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر ذي الحجة وأراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئاً

والحكمة من ذلك أن يشارك الحجاج في بعض مناسكهم وأعمالهم

هذا وصلوا على الخليل محمد
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله

1439/11/27

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 4 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي