ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 148 أحداث السنة التاسعة من الهجرة (20)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 25 ذو الحجة 1439هـ | عدد الزيارات: 1140 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد؛

قال الله تعالى:{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَىٰ ۖ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }. [التوبة: 106 - 110] .

ذكر ابن إسحاق كيفية بناء هذا المسجد الظالم أهله، وكيفية أمر رسول الله ﷺ بخرابه مرجعه من تبوك قبل دخوله المدينة، ومضمون ذلك أن طائفة من المنافقين بنوا صورة مسجد قريبا من مسجد قباء، وأرادوا أن يصلي لهم رسول الله ﷺ فيه حتى يروج لهم ما أرادوه من الفساد، والكفر والعناد، فعصم الله رسوله ﷺ من الصلاة فيه، وذلك أنه كان على جناح سفر إلى تبوك.

فلما رجع منها فنزل بذي أوان - مكان بينه وبين المدينة ساعة - نزل عليه الوحي في شأن هذا المسجد، وهو قوله تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ۚ } .

أما قوله: { ضرارا } فلأنهم أرادوا مضاهاة مسجد قباء.

{ وكفرا } بالله لا للإيمان به.

{ وتفريقا } للجماعة عن مسجد قباء.

{ وإرصادا } لمن حارب الله ورسوله من قبل، وهو أبو عامر الراهب الفاسق قبحه الله، وذلك أنه لما دعاه رسول الله ﷺ إلى الإسلام، فأبى عليه؛ ذهب إلى مكة فاستنفرهم، فجاءُوا عام أحد ، فلما لم ينهض أمره ذهب إلى ملك الروم قيصر ليستنصره على رسول الله ﷺ وكان أبو عامر على دين هرقل ممن تنصر معهم من العرب، وكان يكتب إلى إخوانه الذين نافقوا {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} النساء :120، فكانت مكاتباته ورسله تفد إليهم كل حين، فبنوا هذا المسجد في الصورة الظاهرة، وباطنه دار حرب ومقر لمن يفد من عند أبي عامر الراهب، ومجمع لمن هو على طريقتهم من المنافقين.

ولهذا قال تعالى: { وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل }.

ثم قال: { وليحلفن } أي: الذين بنوه.

{ إن أردنا إلا الحسنى } أي: مأ ردنا ببنائه إلا الخير.

قال الله تعالى: { والله يشهد إنهم لكاذبون }.

ثم قال الله تعالى إلى رسوله: { لا تقم فيه أبدا }.

فنهاه عن القيام فيه لئلا يقرر أمره، ثم أمره وحثه على القيام في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، وهو مسجد قباء لما دل عليه السياق، والأحاديث في الثناء على تطهير أهله .

و أن رسول الله ﷺ لما نزل بذي أوان، دعا مالك بن الدخشم، ومعن بن عدي رضي الله عنهما فأمرهما أن يذهبا إلى هذا المسجد الظالم أهله، فيحرقاه بالنار، فذهبا فحرقاه بالنار، وتفرق عنه أهله.

قال ابن إسحاق: وكان الذين بنوه اثني عشر رجلا: وهم خذام بن خالد - وفي جنب داره - كان بناء هذا المسجد - وثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، وأبو حبيبة ابن الأزعر، وعباد بن حنيف - أخو سهل بن حنيف -، وجارية بن عامر، وابناه مجمع وزيد، ونبتل بن الحارث، وبخرج - وهو إلى بني ضبيعة -، وبجاد بن عثمان - وهو من بني ضبيعة -، ووديعة بن ثابت - وهو إلى بني أمية أ.هــ -.

وفي غزوة تبوك صلى رسول الله ﷺ خلف عبد الرحمن بن عوف صلاة الفجر أدرك معه الركعة الثانية فقد روى الشوكاني عن عبد الرحمن بن عوف أنَّهُ كانَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فذهبَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لحاجتِهِ فأدركَهم وقتُ الصَّلاةِ فأمَّهم عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فصلَّى معَ النَّاسِ خلفَهُ ركعةً فلمَّا سلَّمَ قالَ أصبتُم وأحسنتُم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1439/12/25 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 6 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي