الدرس 139 أحداث السنة التاسعة من الهجرة (11)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 24 محرم 1440هـ | عدد الزيارات: 1101 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين...أما بعد ؛

روى البخاري عن حذيفة قال:" جاءَ العاقِبُ والسَّيِّدُ صاحِبا نَجْرانَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يُرِيدانِ أنْ يُلاعِناهُ، قالَ: فقالَ أحَدُهُما لِصاحِبِهِ: لا تَفْعَلْ؛ فَواللَّهِ لَئِنْ كانَ نَبِيًّا فَلاعَنَّا، لا نُفْلِحُ نَحْنُ ولا عَقِبُنا مِن بَعْدِنا، قالا: إنَّا نُعْطِيكَ ما سَأَلْتَنا، وابْعَثْ معنا رَجُلًا أمِينًا، ولا تَبْعَثْ معنا إلَّا أمِينًا، فقالَ: لَأَبْعَثَنَّ معكُمْ رَجُلًا أمِينًا حَقَّ أمِينٍ، فاسْتَشْرَفَ له أصْحابُ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قُمْ يا أبا عُبَيْدَةَ بنَ الجَرَّاحِ، فَلَمَّا قامَ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذا أمِينُ هذِه الأُمَّةِ."

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو خرج الذين يُباهلون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لرجَعوا لا يجدونَ مالًا ولا أهلًا " السلسلة الصحيحة للألباني.

وهم نَصارى نَجرانَ الذين أصَرُّوا على قَولِهم في عِيسى عليه السَّلامُ: إنَّه ابنُ اللهِ، فنزَلَتْ تلك الآيةُ: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61]، يَدْعوهم فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المباهَلةِ، فدَعا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم علِيًّا، فنزَّلَه مَنزلةَ نَفْسِه؛ لِمَا بيْنهما مِن القَرابةِ والأُخوَّةِ، وفاطمةَ؛ لأنَّها أخصُّ النِّساءِ مِن أقاربِه، وحَسنًا وحُسينًا، فنَزَّلَهما مَنزلةَ ابْنَيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: "اللَّهمَّ هؤلاء أَهلُ بَيْتي"، أي: ليَبتَهِلَ بهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمامَ النَّصارى، والمُباهَلةُ: هي أنْ يَدعُوَ كلُّ واحدٍ مِنَ المُتلاعِنَينِ على نفْسِه بالعذابِ على الكاذِبِ والمُبطِلِ. ولكنَّهم لم يَجْرُؤوا على المباهَلةِ، ولو تمَّت لَرجَعوا مِن عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ووجَدوا أهْلَهم وأموالَهم قد هلَكَت.

وذكر محمد بن إسحاق أنَّ وفدَ نصارى نجران كانوا ستين راكبا، يرجع أمرهم إلى أربعة عشر منهم، وهم العاقب واسمه: عبد المسيح، والسيد: وهو الأتهم، وأبو حارثة بن علقمة، وأوس بن الحارث، وزيد، وقيس، ويزيد، ونبيه، وخويلد، وعمرو، وخالد، وعبد الله، ويحنس، وأمر هؤلاء الأربعة عشر يؤل إلى ثلاثة منهم، وهم العاقب وكان أمير القوم، وذا رأيهم، وصاحب مشورتهم، والذي لا يصدرون إلا عن رأيه، والسيد وكان ثمالهم، وصاحب رحلهم، وأبو حارثة بن علقمة وكان أسقفهم، وخيرهم، وكان رجل من العرب من بكر بن وائل، ولكن دخل في دين النصرانية، فعظمته الروم، وشرفوه، وبنوا له الكنائس، ومولوه، وخدموه، لما يعرفون من صلابته في دينهم، وكان مع ذلك يعرف أمر رسول الله ﷺ ولكن صده الشرف والجاه من اتباع الحق.

وبالله التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1440/1/24

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 1 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي