الدرس 350 دواعي الزنا

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 7 جمادى الأولى 1434هـ | عدد الزيارات: 11196 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

حفظُ النسل من ضروريات الدين، وقد أراد الله تعالى بقاء العالم إلى قيام الساعة وهذا البقاء لا يكون إلا بالتوالد والتناسل، فشرع سبحانه النكاح وحرم الزنا.

ولمَّا كان الزنا من أعظم الفواحش ومن أشدها ضرراً في الحال والمآل فرض الله على الإنسان أن يتجنبه وأن يحذر وسائله ودواعيه سداً للذريعة ودرءًا للمفسدة فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، والأسباب الداعية للوقوع في جريمة الزنا كثيرة أهمها ما يلي

أولاً: التبرج والسفور

جاءت الأدلة الكثيرة بالأمر بالحجاب والنهي عن التبرج والسفور منها قوله تعالى:" يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين" سورة الأحزاب آية 59

فقد أوجب الله تعالى على المرأة أن تستر جميع بدنها لتسلم بحجابها من أذى الفساق قال تعالى :" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" سورة الأحزاب آية 33

فنهى تعالى عن التبرج والسفور لما يؤدي إليه من المفاسد

وعن عائشة رضي الله عنها قالت :" يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله " وليضربن بخمرهن على جيوبهن " شققن مروطهن فاختمرن بها " رواه البخاري

وسدل المرأة خمارها على جيبها يلزم منه تغطية رأسهاه وصدرها وما بينهما وهو الوجه والعنق

ثانياً: النظر وتكراره

أوجب الله تعالى على الرجال والنساء غض البصر فقال تعالى :" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون* وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن" سورة النور آية 31,33

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :"الْعَيْنَانِ زِنَاهُما النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُما الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا البَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذلكَ الفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ " (صحيح مسلم) ، وإنما نسب الزنا إلى هذه الجوارح لأنها من مقدماته ووسائله فإن وقع البصر على ما يحرم النظر إليه وجب صرفه لحديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أًصرف بصري" رواه مسلم.

ثالثاً: مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية

كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام فقط ولا يصافحهن قالت عائشة رضي الله عنها :" ولا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط غير أنه يبايعهن بالكلام " متفق عليه

فإذا كان هذا حال رسول الله صلى الله عليه وسلم على عصمته وانتفاء الريبة عنه وفي أمر من الأمور العظيمة وهي البيعة فغيره من باب أولى وما كان أشد من المصافحة فهو أخطر وأولى بالتحريم

رابعاً : الخلوة والاختلاط

خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية واختلاط النساء بالرجال من أخطر دواعي الزنا وأشدها ضرراً لذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلوة فقال :" لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم" متفق عليه

وقال صلى الله عليه وسلم :" إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت" متفق عليه

أما اختلاط المرأة بالرجال الأجانب من غير خلوة فله حالتان:

الحالة الأولى: أن تكون متبرجة سافرة فهذا محرم.

الحالة الثانية : أن تخرج متحجبة محتشمة غير مزاحمة للرجال فيباح لها ذلك ولا سيما مع الحاجة

ومن مظاهر الخلوة المحرمة في العصر الحاضر: ركوب المرأة مع السائق دون محرم، والخير كل الخير للمرأة أن تصون نفسها عن الخروج من بيتها إلا لحاجة كما أمرها الله تعالى بذلك فقال: " وقرن في بيوتكن" سورة الأحزاب آية 33

خامساً: سفر المرأة بغير محرم

سفر المرأة بغير محرم لا يجوز لحديث ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " فقام رجل فقال : يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا قال: انطلق فحج مع امرأتك " متفق عليه

فنهى صلى الله عليه وسلم عن السفر دون محرم حتى في أداء شعيرة عظيمة وركن من أركان الإسلام وأمر زوجها أن يترك الجهاد مع أهميته ويرافق امرأته

ولا يتغير هذا الحكم بتغير وسائل النقل التي يستخدمها المسافر سواء في ذلك السفر بواسطة السيارات أو الطائرات أو السفن ونحوها

وبالله التوفيق

وصل اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1434-5-6هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 5 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي