الاستسقاء 1

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 16 شوال 1434هـ | عدد الزيارات: 2146 القسم: خطب الاستسقاء

الحمد لله مغيثِ المستغيثين ، ومجيبِ المضطرين ، ومسبغ النعمة على العباد أجمعين، لا إله إلا الله يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا إله إلا الله الوليُّ الحميد، لا إله إلا الله الواسع المجيد، لا إله إلا الله الذي عم بفضله وإحسانه جميع العبيد، وشمل بحلمه ورحمته ورزقه القريب والبعيد " وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها " (هود 6 )، وربك على كل شيء حفيظ ولكنه يعطي لحكمة ويمنع لحكمة " إن ربي على صراط مستقيم " (هود 56) ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة يوم الوعيد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الرسل وخلاصة العبيد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في هديهم الرشيد وسلم تسليماً .

أيها المسلمون: اتقوا الله وراقبوه واحترسوا من الذنوب والمعاصي فإنها سبب عظيم وداء عضال في إهلاك الأمم والشعوب فما هلكت أمة من الأمم ولا أصيبت بالدمار والخراب وأنواع العذاب إلا بسبب الذنوب والمعاصي والله سبحانه وبحمده لا يعذب أحداً من خلقه ولا ينزل عليه بلاء ولا يصيبه من مصيبة إلا بما كسبت يداه قال تعالى: " وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ " (الشورى 30)

عباد الله : تذكروا من الذي أغرق أهل الأرض كلهم أيام نوح عليه السلام حتى على الماء فوق رؤوس الجبال غير الذنوب والعصيان وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم صرعى وموتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صارو عبرة للأمم إلى يوم القيامة ذلك بما كسبت أيديهم ولا يظلم ربك أحداً وهكذا حال جميع الأمم أمة لوط وفرعون وقومه وبني اسرائيل سوى الذنوب والمعاصي

أيها المسلمون: إذا علمتم أنكم مضطرون إلى رحمة ربكم وغيثه غاية الضرورة وأنه لا يكشف ضركم ولا يغيث شدتكم إلا الرحمن الرحيم الجواد الكريم فعليكم بالدعاء فإن الدعاء مخ العبادة وأن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً وأن من دعا الله بإخلاص وصدق فلن يخيب فإما أن يعطى مطلوبه أو يدخر له ما هو أكثر منه وأعظم أو يدفع عنه من السوء ما هو أشد وأكبر وقدموا بين يدي ذلك توبة نصوحاً واستغفاراً من الذنوب.

اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ياذا الجلال الإكرام يا حي يا قيوم نسألك أن تغيث قلوبنا وتحييها بذكرك وتصلح باطننا بالإخلاص والمحبة لك وظاهرنا بالاتباع التام لرسولك صلى الله عليه وسلم والانقياد الكامل لشريعتك حتى لا نجد في أنفسنا حرجاً مما قضيت ونسلم تسليماً.

اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً فأرسل السماء علينا مدراراً اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسْقنا من بركات الأرض اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا بلاء ولا عذاب ولا هدم ولا غرق اللهم أغثنا غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً غدقاً سحاً عاجلاً غير آجل شاملاً لجميع أراضي المسلمين اللهم أغثنا غيثاً مباركاً تحيي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغاً للحاضر والباد اللهم وسع أرزاقنا ويسر أقواتنا واجعل ما رزقتنا قوة لنا على طاعتك ومتاعاً إلى حين اللهم إنا عبيدك مضطرون إلى رحمتك خائفون من عذابك فارحمنا برحمتك ونجنا من عذابك ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فإنك أهل العفو والإحسان اللهم وفقنا للتوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا وتصلح بها أحوالنا وقلوبنا اللهم تب علينا إنك أنت التواب الرحيم واكشف الضر عن المستضرين واسبغ النعم على المؤمنين، اللهم تقبل منا دعواتنا بمنِّك وكرمِك.

وصل اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1434-10-15هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 4 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي