ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

أسباب الزنا

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 18 شوال 1434هـ | عدد الزيارات: 7866 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله الذي شرع لهذه الأمة ما يصلح أمورها وحرم عليها ما فيه دمارها وخرابها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد

عباد الله :

من الأسباب التي سهلت انتشار الزنا وروجته في وسط مجتمعنا المسلم: موت غيرة كثير من الناس على نسائهم لا يبالون بهن ولا تتحرك منهم شعرة غيرة وحمية يدلك على ذلك أن الرجل يرى امرأته بعينه تتزين وتخرج من بيته إلى حيث لا يعلم ليلاً ونهاراً وتركب مع أي سائق شاءت وتدخل على أي خياط أرادت وتذهب إلى أي طبيب باسم الكشف والعلاج وزوجها وللأسف مشغول بدنياه لا يهتم لها وهي في خروجها ومعاملتها مع الأجانب ترى رجالاً أجمل من زوجها وأقوى منه وأنظف منه ومنهم الأفصح كلاماً منه وهذا يحادثها وذاك يسامرها وقل إن بعضهم يغازلها ومن هذه المقدمات يصل الأمر إلى نهايته الوقحة وقوع جريمة الزنا ومن الأسباب التي ربما تكون سبباً للوقوع في هذه المعصية خروج النساء إلى الأسواق وكثرة زياراتهن بينهن متبرجات متعطرات وهن بعملهن هذا إنما هن أعوان إبليس على عباد الله المسلمين فلوكن مؤمنات حقاً لاستجبن لنداء الله ونداء رسوله الذي يدعوهن إلى البقاء في البيوت محفوظات وكلف أولياءهن بخدمتهن وتوفير ما يحتجنه في حياتهن فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه مخاطباً أمهات المؤمنين والخطاب لهن ولعامة نساء المسلمين "يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً"الأحزاب:32-33.

فالأصل أن تبقى المرأة في بيتها محفوظة من العيون الجائعة ومعززة مكرمة ويقوم وليها بخدمتها والسعي في مصلحتها أما أن تخرج من البيت فليس لها ذلك إلا في الحاجة الضرورية وإن عزمت على الخروج فلا بد لها من الإذن أي لا بد لها من إذن زوجها إن كانت متزوجة أو وليها إن كانت غير متزوجة .

وبعد حصول الإذن فإن عليها أن تخرج متسترة وغير متزينة وغير متعطرة حتى لا تطاردها الأنظار المريضة ولا تمتد إليها الأيدي الخائنة حتى تسلم من الوعيد كما ورد في حديث أبي موسى الأشعري قال قال رسول صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية" رواه ابن خزيمة وحسنه الألباني. ولكن الملاحظ الآن وللأسف خروج النساء متبرجات وحرص المرأة على التجمل والتطيب إذا أرادت الخروج من البيت وإهمال الزينة في بيتها مع أن المفروض أن يكون العكس أي أن لا تأخذ المرأة زينتها إذا أرادت الخروج وتترك الزينة والطيب وغيرها حتى تحافظ على كرامتها من أن يعتدى عليها والمرأة المسلمة وللأسف قلدت الكافرات في لباسها فكشفت بعض عورتها التي يجب أن تحفظها وتحافظ عليها فكثيرات من النساء يخرجن إلى الأسواق وهن كاشفات لأيديهنَّ ولابسات لبعض الألبسة الشفافة كالعباءة الرقيقة والخمار غير الساتر ثم أن بعض النساء يضيقن الثياب حتى يبرز جسمها للناس مجسدا وهذا يثير القلوب المريضة ويدفعها لمقارفة جريمة الزنا ولقد توعد الله هذا الصنف بعذاب أليم فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر من هذين الصنفين نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"رواه مسلم. ومعنى كاسيات عاريات أي كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها وهذا هو الواقع تأكل ما أباح الله لها وتشتري اللباس من نعم الله عليها تفتن الناس بلباسها وتبارز الله بالمحاربة بهذا اللباس أو كاسيات بالملابس على أجسادهن عاريات بشفافيتها وضيقها ومعنى مائلات أي يتمايلن في مشيتهن ومعنى مميلات أي يملن قلوب ضعاف النفوس إليهن بتغنجهن وتمايلهن ودلالهن ومعنى رءوسهن كأسنمة البخت أي أن بعض النساء يجمعن رءوسهن من الخلف ويرفعنها فيصبح كأنه سنام من ارتفاعه والبخت الإبل غير العربية التي لها سنامان فكأن الرأس سنام والشعر المرفوع سنام آخر والنتيجة لهذا الوصف من النساء أنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام وهذه الأوصاف منطبقة على كثير من نساء المسلمين وللأسف فعليكم عباد الله أن تقوا أنفسكم وأهليكم النار وذلك بتربية نسائكم على تعاليم الإسلام وترك التشبه بالكافرات والعاهرات لأنهن بعملهن هذا يدمرن المجتمع المسلم ويتسببن في انتشار جريمة هي أضر على الرجال من النساء وروى البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من أحداكنَّ "

ومن الأسباب كذلك دخول الأجانب على المرأة فإن الأجنبي إذا وقعت عينه على المرأة فأعجبته أو أعجبها كان وراء ذلك الأمور التي تخشى عواقبها.

وأخطر الأجانب على المرأة أقارب زوجها وأقارب أبويها فإنهم يترددون غالباً وربما كان يجمعهم بيت واحد وتارة تكون وحدها في البيت عند دخول أحدهم وفي ظل ذلك التردد والتزاور والاجتماع يكون ما يكون مع الدوام والاستمرار ولقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الحمو الذي هو أخو الزوج بالموت عندما سئل عنه

ومن الأسباب التي تدفع إلى الزنا تأخير من بلغ من الشابات والشبان عن الزواج فإنه بمجرد بلوغ الشاب تهيج عليه الشهوة هيجان النيران فإذا لم يكن بجانبه حلال يطفئ ذلك الهيجان ربما أطفأه بما يعقب له العار في الدنيا ويعقبه في الآخرة النار إن لم يتب

نسأل الله العافية، اللهم أعصمنا من الذنوب والآثام وجنبنا المكاره والشرور

هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده عليه الصلاة والسلام

أما بعد

عباد الله: إن من الأسباب التي تدفع إلى الزنا اعوجاج بعض الأزواج وخيانتهم بالاتصال بغير زوجاتهم اتصالاً محرماً فإن المرأة إذا علمت أن زوجها أصبح لغيرها أصبحت لغيره مقلدة له في ذلك ومتبعة لطريقته فسفلت فباعت عرضها تسفلاً منها وانتقاماً من زوجها الخائن الذي فتح أمامها باب الإثم وسار أمامها في مهاوى الخطيئة والمرأة غالباً على دين زوجها أفلا يكون هذا الرجل هو الفاسق الآثم لأنه الذي سن لها هذه السنة السيئة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة وربما كان مثالاً وسيئاً يقتدى به في ذلك وربما قلدته بناته وأولاده وإخوانه .

اللهم أيقظ قلوبنا من الغفلة وطهرها من النفاق وطهر ألسنتنا من الكذب وأعذنا من الخيانة وارزقنا علماً يرغبنا في طاعتك اللهم اجمع قلوبنا على طاعتك ومحبتك

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم إلهكم وخالقكم بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المجاهدين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم فك أسر المأسورين واغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا اعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/10/17 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي