حقيقة الإسلام

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 10 ربيع الثاني 1435هـ | عدد الزيارات: 2359 القسم: خطب الجمعة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.(آل عمران:102).

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.(النساء:1).

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً.(الأحزاب:70-71).

أما بعد

عباد الله: الإسلام في حاجة إلى رجال يخدمونه ويضحون بأموالهم وأنفسهم من أجله لأن الله قال "إن الله اشترى من المؤمن أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"التوبة:111. ولا بد من التمحيص قال تعالى "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين"العنكبوت:2-3. .

إننا في حاجة إلى أن ندرك حقيقة الإسلام لا صورة الإسلام إن الإسلام في حاجة إلى أمثال خبيب بن عدي الذي احتجزه كفار قريش، وكان قد بعثه النبي ﷺ في سرية عيناً،وهم عشرة رهط وأمَّر عليهم عاصمَ بن ثابت، فوقع في الأسر فغدر به المشركون فصلبوه على خشبة وأخذوا يضربونه والرماح تنوشه وتعبث بجسمه وهو صابر حتى فاضت روحه إلى بارئها، كما في صحيح البخاري، فهل صورة الإسلام تستطيع أن تحمل صاحبها على هذا الإخلاص والتفاني كلا إن الصورة لا تستطيع أن تقاوم الشدائد

وعن أنس بن مالك قال " إن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له كفار قريش : أتيتنا صعلوكاً حقيراً فكثر مالك عندنا وبلغت الذي بلغت، ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك والله لا يكون ذلك ، وهناك قامت معركة بين حقيقة الإسلام وحقيقة المال ودارت بينهما رحى الحرب، فانتصرت حقيقة الإسلام على ضدها وقال لهم صهيب : أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلون سبيلي قالوا: نعم ، قال فإني قد جعلت لكم مالي فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب . صححه الألباني ، وهكذا انطلق صهيب بدينه متجرداً من ماله، فرحاً مسروراً كأنه لم يفقد شيئاً، ولم يخسر شيئاً

وفي صحيح البخاري " كانَ أبو طَلْحَةَ (زيد بن سهل الأنصاري)أكْثَرَ الأنْصَارِ بالمَدِينَةِ مَالًا مِن نَخْلٍ، وكانَ أحَبُّ أمْوَالِهِ إلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ المَسْجِدِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْخُلُهَا ويَشْرَبُ مِن مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قَامَ أبو طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى يقولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]، وإنَّ أحَبَّ أمْوَالِي إلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وإنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أرْجُو برَّهَا وذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يا رَسولَ اللَّهِ حَيْثُ أرَاكَ اللَّهُ. قَالَ: فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَخٍ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذلكَ مَالٌ رَابِحٌ، وقدْ سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإنِّي أرَى أنْ تَجْعَلَهَا في الأقْرَبِينَ. فَقَالَ أبو طَلْحَةَ: أفْعَلُ يا رَسولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أبو طَلْحَةَ في أقَارِبِهِ وبَنِي عَمِّهِ.".

واعلموا أيها الناس أن المسلمين أقل عدداً وعدة من الكفار ومع ذلك ينتصر الحق على الباطل والسبب في ذلك لأنهم أقاموا دولة الإسلام في صدورهم فقامت على أرضهم، أصلحوا ما بينهم وبين الله فأصلح الله ما بينهم وبين الناس أصلحوا نفوسهم فصلح المجتمع.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مبارك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أما بعد

عباد الله: تسمعون الناس يتحدثون عن الأزمات والمشكلات وهذا العصر هو عصر الأزمات والمشكلات، ولكني اعتقد أن هناك أزمة واحدة لا ثاني لها أزمة الإيمان أزمة الأخلاق سيحوا في الأرض وشاهدوا الأمم والشعوب فإنكم سترون أن هذه الإنسانية بمختلف الشعوب والأقطار في أنحاء العالم كله تعاني أزمة واحدة هي أزمة الإيمان والأخلاق هي كارثة الكوارث وهي مصيبة المصائب وكل مشكلة تحدث الناس عنها واشتكوا منها ترجع إلى هذه الأزمة، والشيء الوحيد الذي فُقِدَ وبفقده وقعنا في هذه المُصيبة العالمية الإيمان، والشي الوحيد الذي اعتل وباعتلاله أصبحنا نواجه هذه المشكلات كلها في نطاق الأفراد والمجتمعات والأوضاع العالمية هو الأخلاق.

أيها الناس: انصفوا نفوسكم فإن الاشتغال بالغير سهل ولكن الاشتغال بالنفس صعب والإنسان يحب السهولة ولذلك اندفع العالم الإسلامي إلى الاهتمام بغيره دون نفسه.

إن مشكلتنا أن كل فرد منا يقول: إذا فسدتُ فماذا يضر العالم الإسلامي وبهذا أصبح كل العالم الإسلامي يعاني من الفساد إلا من عصم الله.

عباد الله: ربوا في نفوسكم الإيمان والعقيدة، كونوا مؤمنين بالله واليوم الآخر.

وفقني الله وإياكم لما فيه مصلحة الإسلام والمسلمين.

هذا وصلوا وسلموا على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،"رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (الحشر10) ، اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى ، وهيء لهما البطانة الصالحة .اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ومن كيد كل كائد وأدم علينا نعمة الأمن والاستقرار، اللهم عليك بالحوثيين الذين أفسدوا وبغوا " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(البقرة 201)

وقوموا إلى صلاتكم غفر الله لكم.

1435-4-10هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 5 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي