الدرس 171:باب ما جاء في منكري القدر (9)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف : فيه مسائل:

الأولى: بيان فرض الإيمان بالقدر، دليله قوله صلى الله عليه وسلم: الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره

الثانية: بيان كيفية الإيمان، وهو أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

الثالثة: إحباط عمل من لم يؤمن به تؤخذ من قول ابن عمر "لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا ثم أنفقه في سبيل الله ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر"

الرابعة: الإخبار أن أحدا لا يجد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر لقول عبادة بن الصامت لابنه "يا بني إنك لن تجد طعم حقيقة الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك"

الخامسة: ذكر أول ما خلق الله وهو العرش لما ثبت في صحيح البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنه: "كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر مقادير كل شيء".

فخلق القلم بعد خلق العرش وعلى الرواية التي ظاهرها أن القلم أول ما خلق تحمل على أنه أول ما خلق بالنسبة لما يتعلق بهذا العالم المشاهد فهو قبل خلق السموات والأرض فتكون أوليته نسبية

السادسة: أنه جرى بالمقادير في تلك الساعة إلى يوم القيامة للحديث الذي رواه عبادة بن الصامت وصححه الألباني في تخريج كتاب السنة: "فجرى القَلَمُ في تلْكَ الساعَةِ بِما كانَ و بما هو كائِنٌ إلى الأبَدِ " .

السابعة: براءته صلى الله عليه وسلم ممن لم يؤمن به لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه "مَن مَّات على غيرِ هذا فليسَ مِنِّي" صححه الألباني ، فمن لم يؤمن بالقدر فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة.

الثامنة: عادة السلف في إزالة الشبهة بسؤال العلماء لأن ابن الديلمي يقول أتيت أبي بن كعب ثُمَّ قال: فأتيت عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت ، فدل هذا على أن من عادة السلف السؤال عما يشتبه عليهم والتثبت أيضاً.

التاسعة: أن العلماء أجابوه بما يزيل شبهته وذلك أنهم نسبوا الكلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط لقول ابن الديلمي "فكلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم" وهذا مزيل للشبهة فإذا نسب الأمر إلى الله ورسوله زالت الشبهة تماما.

وبالله التوفيق

1435/4/25 هـ