الدرس 307 أسباب الزنا

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1744 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

من الأسباب التي سهلت انتشاره وروجته في وسط مجتمعنا المسلم: موت غيرة كثير من الناس على نسائهم لا يبالون بهن ولا تتحرك منهم شعرة غيرة وحمية يدلك على ذلك أن الرجل يرى امرأته بعينه تتزين وتخرج من بيته إلى حيث لا يعلم ليلاً ونهاراً وتركب مع أي سائق شاءت وتدخل على أي خياط أرادت وتذهب إلى أي طبيب باسم الكشف والعلاج وزوجها وللأسف مشغول بدنياه لا يهتم لها وهي في خروجها ومعاملتها مع الأجانب ترى رجالاً أجمل من زوجها وأقوى منه وأنظف منه ومنهم الأفصح كلاماً منه وهذا يحادثها وذاك يسامرها وقل إن بعضهم يغازلها ومن هذه المقدمات يصل الأمر إلى نهايته الوقحة وقوع جريمة الزنا ومن الأسباب التي ربما تكون سبباً للوقوع في هذه المعصية خروج النساء إلى الأسواق وكثرة زياراتهن بينهن متبرجات متعطرات وهن بعملهن هذا إنما هن أعوان ابليس على عباد الله المسلمين فلوكن مؤمنات حقاً لاستجبن لنداء الله ونداء رسوله الذي يدعوهن إلى البقاء في البيوت محفوظات وكلف أولياءهن بخدمتهن وتوفير ما يحتجنه في حياتهن فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه مخاطباً أمهات المؤمنين والخطاب لهن ولعامة نساء المسلمين "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا "(الأحزاب 33،32)

فالأصل أن تبقى المرأة في بيتها محفوظة من العيون الجائعة ومعززة مكرمة ويقوم وليها بخدمتها والسعي في مصلحتها أما أن تخرج من البيت فليس لها ذلك إلا في الحاجة الضرورية وإن عزمت على الخروج فلا بد لها من الإذن أي لا بد لها من إذن زوجها إن كانت متزوجة أو وليها إن كانت غير متزوجة، وبعد حصول الإذن فإن عليها أن تخرج متسترة وغير متزينة وغير متعطرة حتى لا تطاردها الأنظار المريضة ولا تمتد إليها الأيدي الخائنة حتى تسلم من الوعيد الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم " أيُّما امرأةٍ اسْتَعْطَرَتْ فمرَّتْ على قومٍ لِيَجِدُوا رِيحَها فهيَ زَانِيَةٌ " صحيح الترغيب اللألباني، ولكن الملاحظ الآن وللأسف خروج بعض النساء متبرجات متعطرات في حين إهمالهن الزينة في بيوتهن، مع أن المفروض أن يكون العكس أي أن تأخذ المرأة زينتها وإذا أرادت الخروج فإنها تترك الزينة والطيب وغيرها حتى تحافظ على كرامتها من أن يعتدى عليها والمرأة المسلمة وللأسف قلدت الكافرات في لباسها فكشفت بعض عورتها التي يجب أن تحفظها وتحافظ عليها فكثيرات من النساء يخرجن إلى الأسواق وهن كاشفات لايديهن ولابسات لبعض الألبسة الشفافة كالعباءة الرقيقة والخمار غير الساتر ثم إن بعض النساء يضيقن الثياب حتى يبرز جسمها للناس مجسدا وهذا يثير القلوب المريضة ويدفعها لمقارفة جريمة الزنا ولقد توعد الله هذا الصنف بعذاب أليم فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا. " صحيح مسلم ومعنى كاسيات عاريات أي كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها وهذا هو الواقع تأكل ما أباح الله لها وتشتري اللباس من نعم الله عليها تفتن الناس بلباسها وتبارز الله بالمحاربة بهذا اللباس أو كاسيات بالملابس على أجسادهن عاريات بشفافيتها وضيقها ومعنى مائلات أي يتمايلن في مشيتهن ومعنى مميلات أي يملن قلوب ضعاف النفوس إليهن بتغنجهن وتمايلهن ودلالهن ومعنى رؤسهن كأسنمة البخت أي أن بعض النساء يجمعن رؤسهن من الخلف ويرفعنها فيصبح كأنه سنام من ارتفاعه والبخت الأبل الغير عربية التي لها سنامان فكأن الرأس سنام والشعر المرفوع سنام آخر والنتيجة لهذا الوصف من النساء أنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مئة عام وهذه الأوصاف منطبقة على كثير من نساء المسلمين وللأسف فعليكم عباد الله أن تقوا أنفسكم وأهليكم النار وذلك بتربية نسائكم على تعاليم الإسلام وترك التشبه بالكافرات والعاهرات لأنهن بعملهن هذا يدمرن المجتمع المسلم ويتسببن في انتشار جريمة هي أضر على الرجال من النساء وقال أيضاً: ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من أحداكن

ومن الأسباب كذلك دخول الأجانب على المرأة فإن الإجنبي إذا وقعت عينه على المرأة فأعجبته أو أعجبها كان وراء ذلك الأمور التي تخشى عواقبها

وأخطر الأجانب على المرأة أقارب زوجها وأقارب أبويها فإنهم يترددون غالباً وربما كان يجمعهم بيت واحد وتارة تكون وحدها في البيت عند دخول أحدهم وفي ظل ذلك التردد والتزاور والاجتماع يكون ما يكون مع الدوام والاستمرار ولقد شبه الرسول صلى الله عليه وسلم الحمو الذي هو أخو الزوج بالموت عندما سئل عنه.

ومن الأسباب التي تدفع إلى الزنا تأخير من بلغ من الشابات والشبان عن الزواج فإنه بمجرد بلوغ الشاب تهيج عليه الشهوة هيجان النيران فإذا لم يكن بجانبه حلال يطفئ ذلك الهيجان ربما أطفأه بما يعقب له العار في الدنيا ويعقبه في الآخرة النار إن لم يتب

حفظ الله مجتمعات المسلمين من الزنا وأسبابه ويسر لشبابهم الزواج والعفاف

وبالله التوفيق

1435-5-2هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 8 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي