الدرس306 المظاهرات

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1454 القسم: الفوائد الكتابية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سَتَكُونُ فِتَنٌ القاعِدُ فيها خَيْرٌ مِنَ القائِمِ، والقائِمُ فيها خَيْرٌ مِنَ الماشِي، والماشِي فيها خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي، " صحيح البخاري ، وثبت في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الفتن الملبسة التي لا يتبين فيها المحق: "فليَكُن كخيرِ ابنَي آدمَ"صحيح ابن ماجه للألباني ، وثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهًا " صحيح أبي داود للألباني.

وإذا وقعت الفتن التي لا يعلم المسلم وجه الحق فيها فالواجب على المسلم الأمورُ التالية:

أولاً: الاعتصام بالكتاب والسنة، والرجوع إلى أهل العلم والبصيرة المعتبرين حتى يوضحوا له الأمر، ويجلوا له الحقيقة لقول الله تعالى:" وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا "(النساء 83)
ثانيا: أن يبتعد عن الفتنة وأن لا يُشارك فيها بقولٍ أو فعلٍ أو حثٍ أو تأييدٍ، أو دعوة إليها، أو جمهرةٍ حولها، بل يجب البُعد عنها، والتحذير من المشاركة فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: من سمع بالدجال فلينأ عنه
ثالثاً: الإقبال على العبادة والانشغال بها، واعتزال الناس، لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العبادة في الهرج كهجرة إلي" والهرج اختلاط الأمور، والقتل والقتال
ونحن والحمد لله في بلاد الحرمين تحت ولاية مسلمة تدين بالحكم بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي أعناقنا بيعة لهم على ذلك، ووقوع بعض الأخطاء لا يجيز الخروج على ولاة الأمر.
وبناء على ما سبق: فإنه لا يجوز الخروج في المظاهرات التي يَخرجُ فيها بعض الناس إذ أن في هذه المظاهرة خروج على ولي الأمر، والخروج على ولي الأمر من كبائر الذنوب، لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ " (النساء 59)، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: " تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وإنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ." صحيح مسلم، وطاعة ولاة الأمر في طاعة الله، غير أن المعاصي لا يطاعون فيها، ثم إن في هذه المظاهرات مفاسدَ خمسةً:

أولاً: إراقة الدماء وسفك الدماء يعتبر من أعظم الجرائم بعد الشرك بالله تعالى.

ثانياً: اختلال الأمن وهذا من أعظم البلايا والمصائب فإنه لا طعم للحياة مع الخوف وقد امتن الله على قريش بالأمن فقال تعالى : الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف

ثالثاً: اختلال التعليم والصناعة والتجارة والزراعة واختلال الحياة كلها

رابعاً: فسح المجال لتدخل الدول الأجنبية الكافرة

خامساً: فتح المجال للمفسدين في الأرض من عصابات اللصوص والمنتهكين للأعراض وغيرهما من الفتن التي لا أول لها ولا آخر وتأتي على الأخضر واليابس

ولهذا احذروا أشد التحذير من الدخول في المظاهرات أو المشاركة فيها أو الحث أو التأييد أو التجمهر لأن هذه الأمور من العظائم وكبائر الذنوب

فقه الله أمة محمد بأمور دينها ووجهها للصواب لمعرفة الحق من الباطل

وبالله التوفيق

1435-5-2هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 2 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي