الدرس 291 صفة الحج

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1861 القسم: الفوائد الكتابية

الإخوة الأكارم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

إنكم تتوجهون في زمان فاضل إلى أمكنة فاضلة مشاعر معظمة تؤدون عبادة من أجل العبادات لا تريدون بذلك فخرا ولا رياء ولا نزهة ولا طربا وإنما تريدون وجه الله والدار الآخرة فأدوا هذه العبادة كما أمرتم من غير غلو ولا تقصير ليحصل لكم ما أردتم من مغفرة الذنوب والفوز بالنعيم المقيم، قوموا في سفركم وإقامتكم بما أوجب الله عليكم من الطهارة والصلاة وغيرهما من شعائر الدين

إذا وجدتم الماء فتطهروا به للصلاة فإن لم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه أدوا الصلاة جماعة ولا تتشاغلوا عنها باشغال يمكنكم قضاؤها بعد الصلاة.

صلوا الرباعية قصراً فصلوا الظهر والعصر والعشاء الآخرة على ركعتين من خروكم من بلدكم إلى رجوعكم إليها إلا أن تصلوا خلف إمام يتم فأتموا أربعا، اجمعوا بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير حسبما يتيسر لكم إن كنتم سائرين أما إن كنتم مقيمين في مكة أو منى أو غيرها فالسنة ألا تجمعوا وإن جمعتم فلا بأس

تخلقوا بالأخلاق الفاضلة من الصدق والسماحة وبشاشة الوجه والكرم بالمال والبدن والجاه وأحسنوا إن الله يحب المحسنين واصبروا على المشقة والأذى فإن الله مع الصابرين وقد قيل إنما سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أخلاق الرجال وإذا وصلتم الميقات فاغتسلوا وتطيبوا في أبدانكم في الرأس واللحية والبسوا ثياب الإحرام غير مطيبة إزاراً ورداء أبيضين للذكور وللنساء ما شئن من الثياب غير متبرجات بزينة ولا تجاوزوا الميقات بدون إحرام، أحرموا من أول ميقات تمرون به لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت وقال "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن" ومن كان في الطائرة فليتأهب للإحرام قبل ثم يحرم إذا حاذى الميقات قبل مجاوزته، سيروا بعد الإحرام إلى مكة ملبين بتليبية النبي صلى الله عليه وسلم "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك"

يرفع الرجال أصواتهم بذلك أما المرأة فتخفض صوتها، فإذا بلغتم البيت فطوفوا به طواف العمرة سبعة أشواط واعلموا أن جميع المسجد مكان للطواف القريب من الكعبة والبعيد لكن القريب أفضل إذا لم يكن زحام ومشقة فإذا أكملتم الطواف فصلوا ركعتين خلف مقام إبراهيم قريباً منه إن تيسر أو بعيداً ثم اسعوا بين الصفا والمروة سعي العمرة سبعة أشواط تبتدئون بالصفا وتختمون بالمروة ومن سعى قبل الطواف فسعيه غير صحيح إلا يوم العيد فإذا أكملتم السعي فقصروا رؤوسكم من جميع جوانب الرأس وتقصر المرأة من أطرافه بقدر أنملة وبذلك تمت العمرة وحللتم الحل كله إذا كنتم متمتعين فإذا كان اليوم الثامن من ذي الحجة فأحرموا بالحج من مكانكم الذي أنتم فيه فاغتسلو وتطيبوا والبسوا ثيبا الإحرام وسيروا ملبين إلى منى إذا كنتم في غيرها وصلوا بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً بلا جمع تصلون الظهر والعصر والعشاء على ركعتين وتؤدون كل صلاة وحدها في وقتها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع فسيروا ملبين إلى عرفة وصلوا بها الظهر والعصر على ركعتين جمع تقديم ثم تفرغوا لذكر الله ودعائه والتضرع إليه مستقبلي القبلة ولو كان الجبل خلفكم رافعي قلوبكم وأيديكم إلى ربكم مؤملين منه إجابة دعائكم ومغفرة ذنوبكم ، وتأكدوا من الوقوف داخل عرفة فإن من الحجاج من ينزلون خارج حدودها ولا يقفون فيها ومن لم يقف بعرفة فلا حج له وعرفة كلها موقف كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "وقفت ههنا وعرفة كلها موقف" فكل نواحي عرفة موقف إلا بطن الوادي وادي عرنة

فإذا غربت الشمس فسيروا إلى مزدلفة وصلوا بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين وأوتروا وبيتوا بها حتى تصلوا الفجر ثم ادعوا الله سبحانه واستغفروه وكبروه ووحدوه إلى أن تسفروا جداً ثم سيروا إلى منى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة أن يدفعوا من مزدلفة في آخر الليل فإذا وصلتم إلى منى فابدؤوا برمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات كل حصاة أكبر من الحمص قليلاً وخذوها من حيث شئتم إلا من مكان الرمي وكبروا مع كل حصاة ، واعلموا أن الحكمة من رمي الجمرات هي إقامة ذكر الله وتعظيمه ولذلك يكبر الرامي عند رميه ولستم ترمون شياطين كم يظن بعض الناس إنما ترمون هذه الأحجار في هذه الأماكن تعظيماً لله عز وجل واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رميتم فاذبحوا الهدي أن تيسر إذا لم تكونوا مفردين ولا يجزى منه إلا ما يجزئ في الأضحية فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الح وسبعة إذا رجعتم ويجوز صيام الأيام الثلاثة قبل الطلوع ويجوز في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر

وإذا ذبحتم الهدي المتيسر فاحلقوا رؤوسكم والنساء يقصرن وإذا رميتم وحلقتم حل لكم كل شيء من محظورات الإحرام إلا النساء فتلبسون ثيابكم وتتطيبون ثم تنزلون إلى مكة فتطوفون بالبيت للحج وتسعون له بين الصفا والمروة وبذلك تحلون الحل كله فيحل لكم جميع محظورات الإحرام حتى النساء

إن الحجاج يوم العيد يؤدون مناسك عظيمة ولذلك سماه الله يوم الحج الأكبر إنهم يرمون جمرة العقبة الكبرى ثم يذبحون هديهم ثم يحلقون رؤوسهم أو يقصرون ثم يطوفون بالبيت ويسعون بين الصفا والمروة والأكمل أن يفعلوها يوم العيد على هذا الترتيب فإن قدموا بعضها على بعض فلا حرج فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما سئل يوم العيد عن شيء قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا حرج تيسيراً على العباد

فوائد

أولاً: أهل مكة يقصرون ويجمعون أثناء تأدية الحج كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مكة وأهل المدينة في الحج

ثانياً: يجوز تقديم السعي على طواف الإفاضة في يوم العيد والأفضل الطواف ثم السعي أما في غير يوم العيد فلا يصح ذلك

ثالثاً: صلاة ركعتين بعد كل طواف سواء كان طواف فرض أو نافلة فالصلاة سنة ويقرأ فيهما بسورتي الكافرون والإخلاص وهذه سنة أيضاً

رابعاً: الشرب من ماء زمزم عقب الطواف سنة وأن يذكر حاجته قبل الشرب سنة أيضاً

خامساً: رفع اليدين مع التكبير أثناء الطواف أو السعي أو الرمي سنة

سادساً: الإضطباع في طواف القدوم سنة

سابعاً: من شك أثناء الطواف أو الرمي في العدد فيأخذ باليقين وهو الأقل ويكمل أما السعي بين الصفا والمروة فمعلوم أنه يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة وفي كل ذهاب شوط فالذهاب بين الصفا والمروة يعتبر شوطين فلا مجال للشك فهو يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة

اللهم كما جمعت عبادك في صعيد واحد فاجمع قلوبهم على كلمة التوحيد

1435-5-3 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 3 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي