الدرس 261 الحاجة إلى علم الشريعة

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1985 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

أشاد جل وعلا بالعلماء في كتابه وسنة رسوله إشادة عظمى رفعت من قدرهم في الأولين والآخرين وبوأتهم ما يلحقهم في الدنيا بركب الأنبياء ويحلهم في الآخرة منازل السعداء مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقد ثنى تعالى بشهادتهم بعد شهادة ملائكته على ما شهد به تعالى من توحيده وأن الإسلام دينه الحق بقوله تعالى : "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "(آل عمران 18)

ولا جرم أيها الإخوة فالعلماء نور الله في أرضه وهداته إلى سبيله وأمناؤه في تبليغ دينه وإقامة العدل بين عباده يقول تعالى في مدحهم والترغيب في مناهلهم التي انتهلوا منها وصفاتهم التي اتصفوا بها "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ "(فاطر 28) وقال " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "(الزمر 9) وقال " أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ "(الرعد 19) .

ويقول عليه الصلاة والسلام " مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ، " (صحيح البخاري )ويقول "من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ" (صحيح ابي داود للألباني)

ويقول جل وعلا في بيان حاجة الناس إلى علوم الشريعة السفراء وأنهم بها كالأحياء وفاقدوها كالأموات " مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ "(هود 24) .

هذه أيها الإخوة نصوص كتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم في العلماء وحاجة الناس إليهم وإلى ما أهلوا أو يؤهلون به من غذاء روحي ودواء معنوي خاماتها دراسة كتاب الله وسنة رسول الله وسير خلفائه وملفات أتباعه التي استقيت من نور لله بإخلاص له وسير على منهاج نبيه

ومنها يعلم أن الأمة أي أمة مهما كانت محتاجة إلى تعلم ما يخدم أجسامها أو يخدم اقتصادها وشأن دخلها ومصرفها لئن كانت محتاجة إلى ذلك أو إلى أي نوع من أنواع القوى العسكرية بأساليبها الحاضرة لتدافع بها عن نفسها أو لتنفذ بها فكرتها فإنها اليوم وغير اليوم أحوج ما تكون في الدرجة الأولى إلى علم الشريعة الحق النافع الذي أوجدت فلقد أوجد ما فيها لخدمة الإنسان يقول سبحانه "وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "(الجاثية 13) وأوجد الإنسان لعبادة الله وحده " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "(الذاريات 56) ولا عبادة صحيحة خالية من أوضار البدع والخرافات ولا عقيدة ثابتة سالمة من الشبه والشكوك ولا معاملة سلسة بعيدة عن جشع المادة وشح النفوس ما لم يتوفر لها العلم النافع الذي يهذب النفوس ويصقل العقول ويربطها بخالقها ومصدرها الأول الذي منه بدت وإليه ستعود وهو الله سبحانه الذي بيده ملكوت كل شيء

إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون

رزقني الله وإياكم العلم النافع الذي يكون حجة لنا لا علينا

وصلى الله على نبينا محمد

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 8 =

/500