الدرس230 : كتب تنصح اللجنة بقراءتها في مجال العقيدة

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 1 ربيع الأول 1436هـ | عدد الزيارات: 2050 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

تختلف الكتب المفيدة في فهم العقيدة وغيرها باختلاف الناس في فهمهم وثقافتهم ودرجاتهم العلمية، وعلى كل أن يسترشد في ذلك بمن حوله من العلماء الذين يعرفون حاله وقوة إدراكه وتحصيله للعلوم

ومن الكتب النافعة في العقيدة إجمالا العقيدة الواسطية بشروحها، وشرح العقيدة الطحاوية وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب مع شرحه فتح المجيد، وشرحه أيضا تيسير العزيز الحميد وكشف الشبهات وثلاثة الأصول كلاهما للشيخ محمد بن عبد الوهاب والتدمرية والحموية كلاهما لشيخ الإسلام ابن تيمية وكتاب التوحيد لابن خزيمة والقصيدة النونية مع شرحها
مع العلم بأن أعظم الكتب وأشرفها هو كتاب الله العظيم وفيه أوضح بيان للعقيدة الصحيحة وبيان بطلان ما يخالفها، فنوصيك بالإكثار من تلاوته وتدبر معانيه، ففيه الهدى والنور والدعوة إلى كل خير والتحذير من كل شر، كما قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ

وكتب السنة مثل: صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربع، وزاد المعاد لابن القيم كما نوصيك بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، وكتاب العلو للعلي الغفار وكتاب التوسل والوسيلة، وكتاب الصواعق المرسلة، وكتاب تطهير الاعتقاد وكتابي شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله منهاج السنة وشرح حديث النزول هذان الكتابان من خير الكتب علمًا واستدلالًا وحسن بيان وقوة في رد الباطل ونصرة الحق وسلامة في العقيدة، ولا يوجد كتاب في الرد على الرافضة فيما نعلم مثل كتاب منهاج السنة ولا كتاب في شرح حديث النزول أكمل من كتابه في شرح حديث النزول فيما نعلم

أما عن الصوفية اقرأ في ذلك كتاب مدارج السالكين لابن قيم الجوزية، وكتاب هذه هي الصوفية لعبد الرحمن الوكيل فيما يتعلق بمسائل التصوف

قلت: إن أعلى درجات الصوفية أن ترفع عنه التكاليف الشرعية من صلاة وصوم وزكاة وحج وغيرهم

وليس في إقامة القبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم حجة لمن يتعلل بذلك في بناء قباب على قبور الأولياء والصالحين لأن إقامة القبة على قبره لم تكن بوصية منه ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من التابعين ولا أحد من أئمة الهدى في القرون الأولى التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، إنما كان ذلك من أهل البدع، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وثبت عن علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج : "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته" رواه مسلم، لذا لم يكن لمسلم أن يتعلق بما أحدثه المبتدعة من بناء قبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم

وقيل: إن الصوفية نسبوا إلى الصوف لأنه كان شعارًا لهم في اللباس، وهذا أقرب إلى اللغة وإلى واقعهم

ويغلب على الطرق الصوفية البدع الشركية مع بدع أخرى كقول بعضهم: مدد يا سيد، وندائهم الأقطاب، وذكرهم الجماعي فيما لم يسم الله به نفسه مثل: هو هو وآه آه آه، ومن قرأ كتبهم عرف كثيرًا من بدعهم الشركية وغيرها من المنكرات

والطرق الصوفية جميعها يغلب عليها البدع ومخالفة الشرع فيجب الابتعاد عن تلك الطرق

والرسول صلى الله عليه وسلم توفي، وهو حي في قبره حياة برزخية لا يعلم كيفيتها إلا الله جل وعلا، وأما دعوى أنه يرى يقظة فهذا ليس بصحيح لعدم الدليل الدال عليه، ولأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة

وقول جماعة المتسددين من الصوفية: مدد يا سيدنا الحسين، مدد يا سيدة زينب، مدد يا بدوي، مدد يا شيخ العرب مدد يا رسول الله، مدد يا أولياء الله إلى أمثال ذلك أشد نكرًا وأفحش وزرًا فإنه شرك أكبر يخرج قائله من ملة الإسلام والعياذ بالله لأنه نداء للأموات ليعطوهم خيرًا، وليغيثوهم ويدفعوا أو يكشفوا عنهم ضرًا، وذلك أن المراد بالمدد هنا العطاء والغوث والنصرة

ويغلب في مشايخ الطرق الصوفية التزهد والتنسك والعبادة، ولكن تكثر البدع والخرافات في نسكهم وعبادتهم كذكر الله باسم المفرد الله- حي- قيوم، أو ذكره بضمير الغائب مثل هو-هو-هو أو ذكره بما لم يسم به نفسه مثل آه-آه- آه مع الترنح والركوع والرفع منه والرقص وغير ذلك من الحركات المتكلفة، ومع أصوات مختلفة مصطنعة ونشيد وتصفيق أو ضرب بما يسمى الباز أحيانًا لضبط نغمات النشيد مع حركات وسكنات أصوات الذكر

وقد تنتهي بهم البدع إلى الاستعانة بالأموات والغائبين في تفريج الكربات وفي النهوض عند القيام ونحو ذلك فيقعون في الشرك الأكبر، نسأل الله العافية

وإذا مات الميت يصعد بالروح إلى السماء وتفتح لها أبواب السماء إن كانت مؤمنة أو تغلق عنها إن كانت كافرة ثم تطرح إلى الأرض

وأما قول الصوفية أن الأذكار أفضل من الصلاة فهذا غير صحيح لأن الصلاة مشتملة على أفضل الأذكار من تلاوة القرآن والتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والشهادتين، وفضل كلام الله على كلام عباده كفضله على البشر، وأفضل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله كلمة لا إله إلا الله وهي موجودة في الصلاة كما أن الصلاة مشتملة على الركوع والسجود، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد

ولا يتوقف ذكر العباد لربهم على إذن من المشايخ لهم في أن يذكروه سبحانه بتلاوة كتابه وبالأذكار المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم تسبيحًا وتحميدًا وتهليلًا وتكبيرًا بعد أن أمرنا الله بذلك وحثنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن زعم من المشايخ المتصوفة أو مريديهم أن لكل اسم من أسماء الله خادمًا أو أن على ذكر الله بما شرع الله حجرًا حتى يأذن الشيخ للمريد بالذكر فقد ابتدع في الدين وافترى على الله ورسوله

ولا يجوز أن تدعو الله بـ "هو" لأن الإلحاد في أسمائه بتسميته بما لم يسم به نفسه، ونداء له ودعاه بما لم يشرعه، وقد نهى سبحانه عن ذلك فقال: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

أذكار أهل الطرق الصوفية جماعة بصوت واحد بالترنح والتمايل من البدع المحدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم

الطرق الصوفية طوائف شتى منها: التجانية ، القادرية ، والخلوتية ولا تخلو طائفة منها من البدع، وإن تفاوتت في ذلك، فمنها المقل ومنها المكثر

الرافضة والتي تسمي نفسها الشيعة فرق كثيرة تزيد على العشرين فرقة، فاقرأ عنها في كتاب الملل والنحل للشهرستاني، وكتاب الفصل في الملل والنحل لابن حزم، وكتاب الفرق بين الفرق للبغدادي، ومختصر كتاب الأئمة الإثني عشرية، وكتاب منهاج السنة لابن تيمية، ففيها الكفاية في وصف تلك الفرق وبيان منزلتها من الإسلام

س: في الحي الذي أسكن فيه يوجد مسجد وتوجد زاوية تابعة لطريقة صوفية، هل تجوز الصلاة في هذه الزاوية ؟

ج: لا تصل مع هؤلاء الصوفية في زاويتهم، واحذر صحبتهم والاختلاط بهم لئلا يصيبك ما أصابهم، وتحر الصلاة في مسجد جماعة يتحرون السنة ويحرصون عليها

الصوفية يذكرون الله بما يسمونه الذكر القلبي، كما يفعله النقشبندية ويستغيثون في أذكارهم بالأموات والغائبين فيقولون: مدد يا أبا العباس، مدد يا دسوقي، وذلك شرك يخرج من ملة الإسلام

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

1436-02-30 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 7 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي