الدرس 345 : توجيهات لذوي الرحم

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1439هـ | عدد الزيارات: 1313 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

إنك قد أحسنت في نصحك لأختك وزوجها في اجتناب بيع الخمور و أديت ما عليك من واجب و إطعامهم فإذا تيقنت أو غلب على ظنك أن الطعام الذي يقدم إليك من كسب ذويك من الخمر فلا تأكل منه لأنه مال حرام، و السؤال ورد من أحد الدول و الله المستعان ..

ينبغي لابنتك أن تزور ذوي القربى من محارمها بإذن زوجها و تكون متحجبة مغطية وجهها غير متعطرة ولا متبرجة

صلة الرحم واجبة لقول الله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى) النساء:26

زر أقاربك وانصحهم عن المنكرات التي عندهم لعلهم يتوبون منها فإن لم يقبلوا النصيحة فاهجرهم إن كان الهجر يؤثر فيهم وإن لم يؤثر فيهم فزرهم مع استمرار المناصحة وكراهية ما هم عليه من فعل بعض المنكرات إلا أن تخاف أن يؤثروا عليك أو على أولادك فلا تزرهم ابتعاداَ عن الفتنة لوجود الاختلاط بينهم رجال و نساء

ساعدي أهلك بالمال مع مناصحة أخيك الذي يشرب الخمر و عدم تمكينه من أخذ المال إذا كان يستعين به على شرب الخمر أو غيره من المعاصي حتى يتوب إلى الله سبحانه وتعالى

لا يجوز للمؤمن أن يلعن أحداً من خلق الله إلا من لعنه الله في كتابه أو لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , كما لا يجوز لعن المعين الحي وإن كان كافراً على الصحيح من قولي العلماء "لأننا لا نعلم بماذا يختم الله له به ومن لعن شيئاً لا يستحق اللعن فإنه لا كفارة له إلا التوبة النصوح منه والعزم على عدم العودة لمثل هذا العمل السيء.

وكثرة الذكر و الاستغفار والتضرع بين يدي الله سبحانه وتعويد اللسان على الكلام الطيب والأخلاق الحسنة في القول والعمل والبعد عن اللعن و السب والمؤمن الكامل الإيمان ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء،ويدل لذلك ما رواه عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه أحمد في مسنده والترمذي في جامعه وقال حديث حسن غريب .

وقد جاء عن النبي النهي الشديد عن اللعن والسب والتحذير من ذلك وأن اللعان لا يكون شفيعاً ولا شهيداً يوم القيامة ,ويدل لذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذباً أو متعمداً فهو كما قال ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة وليس على رجل نذر فيما لا يملكه ولعن المؤمن كقتله).

وما رواه سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح, وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا ينبغي لصديق أن يكون لعاناً)رواه مسلم, وما رواه أبو الدرداء رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة )رواه مسلم , وما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سباب المسلم حرام وقتاله كفر)متفق عليه.

ولنا في رسول الله أسوة حسنة فإنه لم يكن لعاناً ولا سباباً ولا فاحشاً ,فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول لأحدنا عند المعتبة (ماله ترب جبينه)"أخرجه البخاري

ترك الصلاة كفر و على ذلك فصيام تارك الصلاة باطل فإذا كان أخو زوجتك لا يصلى بل يصوم فقط فانصحه واستعن في نصحه وإرشاده بمن لكم به صلة من أهل الخير فإن استقام فالحمد لله وإلا فأخرجه من بيتك ولا تعاشره ولا تكرمه فإنه ليس أهلاً للإكرام .

على المسلم أن يدعو من كان غير مسلم من أقاربه أو غيرهم إلى الإسلام ويبين لهم مزايا الدين وسماحته في تشريعاته وأحكامه وأنه لا يقبل من أحد سواه يوم القيامة لعل الله أن يهديه على يديه لقول الله في كتابه المبين(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ) النحل 125 , و قوله (وأنذر عشيرتك الأقربين ) الشعراء 214 و قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله), وفقنا الله وإياكم لرضوانه ولا مانع من صلة أخيك الكافر بالمال و الهدية خصوصاً إذا كان له معك مواقف جيدة فإنك تكافؤه عليها قال الله تعالى(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)الممتحنة 8 , ينبغي لمن وجد رجلاً كافراً في حال سيئة من الجوع والعطش إنقاذه وله لقاء عمله أجر من الله تعالى لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (في كل كبد رطبة أجر) متفق عليه , ولأن مثل هذا العمل الصالح قد ينتج آثاراً حسنة فقد يهتدي ذلك الكافر إذا علم أن الدين يأمر بعموم الإحسان.

يجوز لك أخذ أخواتك معك لبعدهن عنك لما في ذلك من تحقيق المصلحة ودفع المضرة على أن تستعين بمن يقنع والدتك بالذهاب معهن حتى ولو بقيت بعدهن .

أنتم مأجورون إن شاء الله على ما تقومون به من خدمة إخوانكم المعاقين وتنظيفهم من وراء حائل ومع وضع حائل على اليد من الجورب أو لفافة

لا حرج عليك في أن تتزوج الأخت المستقيمة على دين الله بل تكون قد أحسنت في تزوجها وإنقاذها مما يخشى عليها منه , وينبغي أن تنصح أهلها وتتعاهدهم بالموعظة الحسنة وإذا زرتهم فلتكن زيارتك إياهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن لم يستجيبوا لكم فاعتزلوهم خشية الفتنة وبعداً عن الشر

زيارة زوجتك لأبيها وأقاربها غير المسلمين جائزة إلا إذا خشيت على زوجتك أو أولادك فتنة في الدين فلك حق المنع

إذا كان سبب التقاطع من قبل أهل زوجتك و أنك تخشى من شرهم إذا زرتهم فلا حاجة إلى الزيارة

يجب على الزوج أن يحسن عشرة زوجته امتثالاً لقول الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) النساء19 , ومن العشرة بالمعروف الإذن للزوجة بزيارة أهلها و إيصالها إليهم ولا يكون سؤ التفاهم لا سيما في الأمور الدنيوية حائلاً دون ذلك

أما إذا كان يترتب على زيارة الزوجة لأهلها مفسدة فإن للزوج أن يمنع الزوجة من الزيارة لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصالح والسائل يقول أن إخوانها يحرضونها على إزالة النقاب و القفازين التي تضعهما على يديها فكان جواب اللجنة

إذا تصدقت و نويت الصدقة عن زوجتك المطلقة أو دعوت لها حيث أنها قد توفيت فإن ذلك يصلها إن شاء الله وأنت مشكور على إحسانك إليها وقد طلقتها بناء على رغبتها كما أن فيه تطييبا لقلب ابنتيها منك

إذا ترتب على توسط من شفع لك في الوظيفة حرمان من هو أولى وأحق بالتعيين فيها من جهة الكفاية العلمية التي تتعلق بها والقدرة على تحمل أعبائها والنهوض بأعمالها مع الدقة في ذلك فالشفاعة محرمة لأنها ظلم لمن أحق بها وظلم لأولي الأمر بسبب حرمانه من عمل الأكفاء وخدمتهم لهم ومعونتهم إياهم بالنهوض بمرفق من مرافق الحياة واعتداء على الأمة بحرمانها ممن ينجز أعمالها و يقوم بشؤونها في هذا الجانب على خير حال ثم هي مع ذلك تولد الضغائن وظنون السؤ ومفسدة للمجتمع أما إذا لم يترتب على الواسطة ضياع حق لأحد أو نقصانه فهي جائزة بل مرغب فيها شرعاً ويؤجر عليها الشفيع إن شاء الله ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء )

وصل اللهم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وبالله التوفيق

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1439/6/25هـــ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي