الدرس 136 شروط لا إله إلا الله

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 19 صفر 1440هـ | عدد الزيارات: 1080 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد

شروط (لا إله إلا الله)

الشرط الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.

والدليل على ذلك قوله تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله) محمد:19 ،وقوله (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)الزخرف:86.

أي بـ (لا إله إلا الله) (يعلمون) بقلوبهم ما نطقوا به بألسنتهم.

ومن السنة: الحديث الثابت في صحيح مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ.).صحيح مسلم

الشرط الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها المنافي للشك والريب.

ودليل اليقين :قوله تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) الحجرات:15.

فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا، أي لم يشكوا، فأما المرتاب؛ فهو من المنافقين.

ومن السنة: الحديث الثابت في صحيحي البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رسولُ اللهِ، لا يَلْقى اللهَ بهما عبْدٌ غيرُ شاكٍّ فيهما إلَّا دخَلَ الجنَّةَ).

وعن أبي هريرة أيضاً من حديث طويل ( من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة)رواه مسلم.

الشرط الثالث: الإخلاص المنافي للشرك.
والدليل : قوله تعالى (ألا لله الدين الخالص) الزمر:3.

وقوله سبحانه (وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) البينة:5.

ومن السنة: الحديث الثابت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أسعد الناس بشفاعتي من قال :لا إله إلا الله؛ خالصاً من قلبه).

وفي صحيح مسلم عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله؛ يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) .

الشرط الرابع: الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق.
ودليل الصدق قوله تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت:1-3.

وقوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ*يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ*فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) البقرة:8-10.

ومن السنة: ما ثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، صادقاً من قلبه؛ إلا حرمه الله على النار).
الشرط الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك.

والدليل على المحبة : قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) البقرة:165.

وقوله(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) المائدة:54.

ومن السنة: ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه؛ وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه؛ كما يكره أن يقذف في النار).

الشرط السادس: الانقياد بحقوقها، وهي: الأعمال الواجبة؛ إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته.

والدليل على الانقياد : ما دل عليه قوله تعالى ( وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ) الزمر:54.

وقوله(وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلً)النساء:125.

وقوله(وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ)لقمان:22 ؛ أي بـ لا إله إلا الله .

وقوله(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء:65.

الشرط السابع: القبول المنافي للرد.

والدليل على ذلك :قوله تعالى (وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ*قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ*فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) الزخرف:23-25.

وقوله تعالى(إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ*وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ) الصافات:35-36.

ومن السنة: ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً: فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ؛ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به).
وبالله التوفيق .

وصل اللهم على محمد.

1440/2/20 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 6 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي