الدرس السادس عشر فضل التوحيد 6

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 14 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 3228 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

قول المصنف:"وللترمذي وحسنه عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" قالَ اللَّهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً."

الحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي، والترمذي: هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي ، أبو عيسى ، صاحب الجامع وأحد الأئمة الحفاظ ، فقد بصره في آخر عمره ، روى عن البخاري وخلق ، وتوفي في 13 رجب 279 هـ في بلدة ترمذ.وترمذ مدينة مشهورة من أمهات المدن تقع على مجرى نهر جيجون على الجهة الشرقية لجمهورية أوزبكستان.

و(أنس) هو الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ له فِيهِ.(أخرجه مسلم)، توفي سنة اثنتين وتسعين وقد جاوز المائة.

من أنواع الحديث الحديث القُدسيّ، جاء في تعريفه عن ابن حجر الهيتميّ :أنه ما نُقل عن طريق النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- مع إسناده إلى الله.
وسببُ تسميتهُ بالقُدسيّ؛ نسبةً إلى التقديس، ويدُلُّ ذلك على التشريف والتعظيم وتنزيه وتعظيم الله، والتقديس من التطهير.

والفرق بين الحديث القُدُسيّ والقُرآن ما يأتي:

- الحديث القُدُسيّ غيرُ مُتعبدٍ بلفظه، ويجوز للمُحْدِث أو الجُنب قراءتُه ولمسُه، بخلاف القُرآن فهو مُتعبدُ بألفاظه، ولا يجوز للمُحدث لمسه وأما الجنب فتحرم القراءة ولو من غير مسٍّ للمصحف .

  • - الحديث القُدُسيّ لفظه من النبيّ ،عليه الصلاةُ والسلام، ومعناه من الله، وأمّا القُرآن فلفظهُ ومعناه من الله بوحيٍ .
  • - الحديث القُدُسيّ ليس مُعجز، وأمّا القُرآن فهو مُعجز.
  • - الحديث القُدُسيّ لا يُتحدى به، وأمّا القُرآن فوقع فيه التحدي، ومحفوظٌ من التغيير والتحريف والوضع.
  • - الحديث القُدُسيّ تجوز روايته بالمعنى، ولا يُقرأ في الصلاة، وأمّا القُرآنُ فلا تجوز روايته بالمعنى، ويقرأ به في الصلاة.
  • - الحديث القُدُسيّ فيه المُتواتر والآحاد، ويُنسب إلى الله نسبة إنشاء، وإلى النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- نسبة إخبار، وأمّا القُرآن فجميعه مُتواتر، ولا يجوز نسبته إلا إلى الله.
  • - اللفظ في الحديث القُدُسيّ لا يُسمّى آية، وأمّا الجملة من القُرآن فتُسمّى آية.
  • أما الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي فمنها ما يأتي:
  • - الحديث القُدُسيّ خاصٌ بأقوال النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، وأمّا النبويّ ففيه أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته.
  • - الحديث القُدُسيّ يُضيفه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- إلى الله، وأمّا النبويّ فلا يُضيفه إلى الله. - الحديث القُدُسيّ معناه من الله واللفظ للنبيّ -عليه الصلاةُ والسلام، وأمّا النبويّ فإن مرده إلى الوحي، ولفظه من النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.

وبالله التوفيق

14 - 2 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 2 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر