الحاجة إلى علم الشريعة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 8 محرم 1435هـ | عدد الزيارات: 1861 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله " الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "(العلق 4، 5)، أحمده تعالى لا أحصي ثناء عليه وأستغفره وأستهديه وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله القائل " من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة " رواه أبو داود وحسنه الألباني، فاللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه الذين ورثوا منه العلم وخلَفُوه في تبليغ رسالته وتوجيه أمته وسلم تسليماً.

أما بعد

أيها الإخوة: لقد أشاد جلَّ وعلا بالعلماء في كتابه وسنة رسوله إشادة عظمى رفعت من قدرهم في الأولين والآخرين وبوأتهم ما يلحقهم في الدنيا بركب الأنبياء ويحلهم في الآخرة منازل السعداء مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقد ثَنَّى تعالى بشهادتهم بعد شهادة ملائكته على ما شهد به تعالى من توحيده وأن الإسلام دينه الحق بقوله تعالى : شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم.آل عمران:18.

ولا جرم أيها الإخوة فالعلماء نور الله في أرضه وهداته إلى سبيله وأمناؤه في تبليغ دينه وإقامة العدل بين عباده يقول تعالى في مدحهم والترغيب في مناهلهم التي انتهلوا منها وصفاتهم التي اتصفوا بها "إنما يخشى الله من عباده العلماء" فاطر:28. وقال "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب"الزمر:9. وقال "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب"الرعد:19. ويقول "وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات"فاطر:22.

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"رواه البخاري ومسلم.

ويقول جل وعلا في بيان حاجة الناس إلى علوم الشريعة السفراء وأنهم بها كالأحياء وفاقدوها كالأموات "مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع"هود:24. وقوله "أفمن يمشي مكباً على وجهه اهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم"الملك:22. ويقول "أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها"الأنعام:122.

هذه أيها الإخوة نصوص كتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم في العلماء وحاجة الناس إليهم وإلى ما أهلوا به من غذاء روحي ودواء معنوي أساسها دراسة كتاب الله وسنة رسول الله وسير خلفائه وسجلات أتباعه التي استقيت من نور الله بإخلاص له وسير على منهاج نبيه

ومنها يعلم أن الأمة أي أمة مهما كانت محتاجة إلى تعلم ما يخدم أجسامها أو يخدم اقتصادها وشأن دخلها ومصرفها لئن كانت محتاجة إلى ذلك أو إلى أي نوع من أنواع القوى العسكرية بأساليبها الحاضرة لتدافع بها عن نفسها أو لتنفذ بها فكرتها فإنها اليوم وغير اليوم أحوج ما تكون في الدرجة الأولى إلى علم الشريعة الحق النافع الذي أوجدت فلقد أوجد ما فيها لخدمة الإنسان يقول سبحانه "وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه"الجاثية:13. وأوجد الإنسان لعبادة الله وحده "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"الذاريات:51. ولا عبادة صحيحة خالية من أوضار البدع والخرافات ولا عقيدة ثابتة سالمة من الشبه والشكوك ولا معاملة سلسة بعيدة عن جشع المادة وشح النفوس ما لم يتوفر لها العلم النافع الذي يهذب النفوس ويصقل العقول ويربطها بخالقها ومصدرها الأول الذي منه بدت وإليه ستعود ، واللهُ سبحانه الذي بيده ملكوت كل شيء.

" إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " يس 82

رزقني الله وإياكم العلم النافع الذي يكون حجة لنا لا علينا

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي كتابه الكريم.

هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

أما بعد

عباد الله: اتقوا الله ووحدوه فإن من شروط قبول العمل أن يكون خالصاً لله، موافقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين اللهم علمنا ما جهلنا وذكرنا ما نسينا وفقهنا في الدين واحفظ أمة محمد من زيغ الزائغين من الرافضة وغيرهم .

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.البقرة:201. وأدخلنا الجنة مع الأبرار واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون.النحل:90. فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.العنكبوت:45.

1435-1-8هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي