الدرس 277 الجمعة

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1551 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

الجمعة هي عيد المسلمين لذلك شرع الله لأمة محمد اجتماعاً لأداء صلاة الجمعة في بيت من بيوت الله، شرعه مشروعية إيجاب وإلزام على كل مكلف، ما عدا المرأة والمريض والرقيق والمسافر وسكان البادية وما أعظمه وأجله من تشريع، وما أروعه وأمثله من اجتماع في بيت تتجلى فيه العبودية لله وحده ويتجدد به تعارف المسلمين ويقوى به إخاؤهم وترابطهم وولاءهم بلقائهم في بيت من بيوته على بساط طاعته، لقاء يذكرهم بالله وبآياته وبأيامه، يذكرهم بوحدتهم في العقيدة، ووحدتهم في القيادة والإمامة ويظهر شعارها جلياً واضحاً إنه لتشريع حكيم بل وفضل عظيم أن هدانا الله لهذا الاجتماع وجعله في أفضل أيام الأسبوع الذي يقول فيه صلى الله عليه وسلم: "ما طلعت الشمس على يوم أفضل من يوم الجمعة، ففيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه" وقد جاء في السنة ما يدل على أن تلكم الساعة ما بين صلاة العصر وغروب الشمس.

إخواني في الله: إن فضل هذا اليوم لعظيم وإن فضل أداء صلاة الجمعة فيه لواسع وكبير فيه تكفر السيئات وتمحى الخطايا يقول صلى الله عليه وسلم "الصلاة إلى الصلاة، والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما، ما لم تغش الكبائر" وإن الله سبحانه وتعالى قد سن فيه سننا وشرع فيه آداباً تصقل النفوس وتزكيها وتطهرها من الأدران والأوساخ الحسية وتهيئتها للنظافة المعنوية والتطهر الشامل الكامل وتذكرها به تذكرها عندما تطهر الجسم والملابس بضرورة تطهير وتنظيف القلب من الشكوك والأحقاد والجوارح من يد ورجل ولسان وسمع وبصر من أعمال السوء يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى. " صحيح البخاري.

أيها المتحابون في الله: إن الشريعة كما جاءت مبينة فضل يوم الجمعة وفضل صلاة الجمعة فقد نهت أشد النهي عن التكاسل عنها والتهاون بما شرع فيها من آداب فقد روى مسلم عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" ويقول صلى الله عليه وسلم "من ترك ثلاث جمع طبع الله على قلبه" ويقول في النهي عن التساهل بآدابها " من تكلم والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل اسفارا والذي يقول له أنصت ليست له جمعة " ويقول وهو يخطب للذي رآه يتخطى رقاب الناس "اجلس فقد آذيت وأنيت"

أمَّةَ محمد: هذه أوامر الله بأداء الجمعة ونواهيه عن تركها هذا ترغيبه ووعيده للعاملين وترهيبه ووعيده للمتكاسلين ومن هنا يعلم أن يوم الجمعة ليس منطلقاً للنفوس في الشهوات والملذات ولكنه منطلق لها في الطاعات والروحانيات وليس لنزهة الدنيا ولكنه نزهة الآخرة وشتان شتان بين ما ينصرف به فيها وافد الرحمن من مغفرة ورفع عمل وقبول دعاء وبين ما يتبوأه من وفد فيها على الشيطان من خزي وعار ونار فاحمدوا الله واشكروه أن وفقكم لهذا اليوم العظيم والفضل العميم اشكروا الله باحترام هذا اليوم والتقرب إلى الله فيه بطاعته والإستجابة له لقوله سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الجمعة 9010)

اللهم اجعلنا من المعظمين لهذا اليوم العظيم

وبالله التوفيق

وصل الله على نبينا محمد

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 4 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي