الدرس 276 غزوة الخندق

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1529 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

شرع الله الجهاد لإعلاء كلمة الحق وابطال الباطل والمتمثل في الغزوات لذا اعرفوا نعمة الله عليكم بما أمد به رسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من النصر العزيز والفتح المبين وهذه سنة الله التي لا تبديل لها فمن ينصر الله ينصره إن الله لقوي عزيز

عباد الله: في شهر شوال من السنة الخامسة من الهجرة كانت وقعة الخندق التي اجتمع فيها أحزاب الشيطان على أولياء الرحمن وذلك أن يهود بني النضير حين أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة أرادوا أن يأخذوا بالثأر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب جمع منهم إلى قريش وغطفان وحرضوهم على حرب النبي صلى الله عليه وسلم فتحزب الأحزاب لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت قريش بأربعة آلاف مقاتل وخرجت غطفان ومعهم ألف فارس وخرجت بنو مرة وهم أربعمائة وخرجت بنو أشجع وبنو سليم في نحو سبعمائة مقاتل وخرجت بنو أسد وكان عدد الأحزاب عشرة آلاف مقاتل فلما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه أيخرج إليهم أم يبقى في المدينة فأشار عليه سلمان الفارسي أن يحفر خندقا على المدينة يمنع العدو عنها فأمر صلى الله عليه وسلم بحفره شمالي المدينة من حرتها الشرقية إلى حرتها الغربية وشاركهم في حفره وكان المسلمون ثلاثة آلاف رجل وقد لحقهم من الجهد والجوع ما وصفه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نحفر يوم الخندق فعرضت كدية شديدة فجاؤا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هذه كدية عرضت في الخندق فقام وبطنه من الجوع معصوب بحجر فلبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فضربه فكان كثيبا مهيلا قال جابر فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم فأتيت أهلي وقلت لامرأتي لقد رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان عليه من صبر فهل عندك من شيء قالت صاع شعير وعناق وهي الصغيرة من المعز فذبحتها وطحنت الشعير فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله طعيم لي فقم أنت ورجل أو رجلان معك فقال ما هو فقلت شعير وعناق فقال كثير طيب ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار وقال ادخلوا ولا تزاحموا فجعل يكسر من هذا الخبز ويجعل عليه من اللحم وكلما أخرج شيئا من اللحم غطى القدر ومن الخبز غطى التنور فما زال كذلك حتى شبع المهاجرون والأنصار وبقيت بقية واشتدت الحال بالمسلمين وكان مما زاد الأمر أن يهود بني قريظة وكانوا شرقي المدينة نقضوا العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم فضاق الأمر بالمسلمين كما قال تعالى "إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ" يعني الأحزاب "وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ" يعني بني قريظة "وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَا بِاللَّهِ الظُّنُونَ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا" (الأحزاب 10) وانقسم الناس إلى قسمين فالمنافقون والذين في قلوبهم مرض قالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا والمؤمنون قالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ، ومكث الأحزاب محاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم قريبا من شهر فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فأرسل الله عليهم ريحا شديدة قوية أسقطت خيامهم وأطفأت نيرانهم وزلزلت بهم وفي ذلك يقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا " (الأحزاب 9)

اللهم كما نصرت المجاهدين في السابق فانصرهم في اللاحق في بلاد الشام والمستضعفين المضطهدين في أفريقيا الوسطى وغيرهم

وبالله التوفيق

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 8 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي