الدرس 268 معركة حطين

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 4 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1866 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

نعيش هذه الأيام أياماً مؤلمة من تاريخ الأمة الإسلامية فقد غزت الصليبية ديار المسلمين وليست هذه الأولى بل هي الثانية فقد غزت بلاد المسلمين في السابق غزتهم عسكرياً وتصدى لها بطل من أبطال المسلمين وردها خائبة ذليلة رجل جدير أن نذكره بل يجب علينا أن نتحدث عنه وعن معركته إنه يوسف الملقب بصلاح الدين بن أيوب الملقب بنجم الدين فحينما غزتنا اليوم تذكرنا صلاح الدين ومعركة حطين

عباد الله : إن غزو الصليبين لنا لم يقتصر على الغزو الفكر بل تعداه إلى الغزو العسكري وما أنا بصدده هو تآلب الصليبيين على بلاد المسلمين وقد يقول قائل إن المعركة بيننا وبين اليهود لكننا نقول له أولاً السلاح الذي مع اليهود هو من الصليبين

ثانياً : اليهود لم ينزلوا في المعركة إلا بعد استشارة أمريكا الصليبية وحثهم وتشجيعهم على ذلك

ثالثاً : الصليبية اليوم في أمريكا وفرنسا وبريطانيا تقف جميعها مع اليهود وما نسمع من بوارق الأمل منهم ليس إلا مجرد تضليل علينا وتعتيم إعلامي

عباد الله : ليس هذا المقام مقام التراجم عن الأشخاص ولا يسع الحديث بالتفصيل عن الأحداث ولكن تكفي الإشارة عن الإشخاص والأحداث فمقام التفصيل غير هذا

فصلاح الدين يوسف بن أيوب ولد سنة 532 هجرية بقلعة تكريت وهي بلدة مشهورة بين بغداد والموصل وكان أبوه نجم الدين أيوب والياً عليها وكان صلاح الدين منذ تولي زمام الحكم في مصر يبذل قصارى جهده لإخراج الصليبين من المشرق فلما وصله نبأ إغارة "رينولد" على سواحل بلاد الحجاز وقطعه طريق الحج وأخذه بعض قوافل المسلمين وهم في طريقهم إلى بيت الله أغار صلاح الدين على الولايات الصليبية وهزم الصليبين هزيمة منكرة في موقعة حطين القريبة من طبرية سنة 579 هجرية ثم أخذ يطاردهم حتى استولى على حصن طبرية بعد قليل ولما فرغ صلاح الدين من طبرية واصل زحفه حتى بلغ عكا فحاصرها واستولى عليها ثم وقعت في يده نابلس والملة وقيسارية وأرسوف ويافا وبيروت كما سقطت في يده صور في طرابلس وعسقلان وبذلك أخذ صلاح الدين يعد العدة لاسترداد بيت المقدس فسار إليها على رأس جيش كبير ولما اقترب منها بعث في طلب أشرافها وخاطبهم بقوله إنه يحترم مدينة القدس ولا يرغب في انتهاك حرمتها بإراقة الدماء ولذلك ينصح لهم بترك استحكاماتهم وتسليم مدينتهم من غير حرب على أن يعوضهم عن أملاكهم بالأموال والأراضي لكن الصليبين رفضوا إجابة هذا الطلب فلم ير صلاح الدين بداً من محاصرة بيت المقدس ولما رأى الصليبيون أنهم أصبحوا عاجزين عن المقاومة وأشرفوا على الهلاك طلبوا الصلح وتعهدوا أن يسلموا بيت المقدس إلى صلاح الدين وأن يخرجوا منها بأموالهم وأولادهم مقابل فدية يدفعها كل منهم فكان يؤخذ من الرجل عشرون ديناراً ومن المرأة خمسة دنانير ومن الطفل ديناران وضمن لهم صلاح الدين الرحيل

ثم دخل صلاح الدين بيت المقدس في 27 رجب سنة 583 هجرية وكان جميع الفرنجة قد غادروها ثم أمر صلاح الدين بترميم ما دمرته الحروب من مبانيها وإعادة تشييد المساجد والمدارس التي هدمها الصليبيون كما وضع نظاماً لإدارتها

ثم عاد الصليبيون إلى بيت المقدس مرة ثانية وأخرجهم أيضاً منتصراً عليهم ساحقاً لجموعهم وقد أنهكت هذه الحروب الطويلة قواه واضعفت صحته وأصيب بالحمى وتوفى بدمشق سنة 1192 ميلادية ودفن بها وقد حزن المسلمون بوفاة هذا الزعيم العظيم الذي اعاد للإٍسلام قوته

اللهم ارفع مقام صلاح الدين عندك بقدر ما خدم الإسلام والمسلمين وقيض للأمة الإسلامية من يخلص الأقصى من اليهود الغاصبين

وصلى الله على نبينا محمد

1435-5-4 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 3 =

/500