الدرس 232: موقف المسلم من الفرق 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 14 ربيع الأول 1436هـ | عدد الزيارات: 2192 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

س: النقشبندية موقف الإسلام منها ؟

ج: تكثر البدع عند جماعة الطرق الصوفية عموما كالذكر الجماعي في صفوف أو حلقات بصوت واحد وذكرهم الله بالاسم المفرد بصوت واحد مثل: الله الله، حي حي، قيوم قيوم، وذكرهم بضمير الغائب مثل: هو، هو، وذكرهم بكلمة آه، وفي نشيدهم على الأذكار شر كثير، مثل: الاستغاثة بغير الله وطلب المدد من الأموات مثل: البدوي ، والشاذلي ، والجيلاني ، وغيرهم، وفي كتبهم بدع كثيرة وشر مستطير، ويخص النقشبندية وذكرهم الله بلفظ الجلالة في الورد اليومي بحركات قلبية مع نفس تشبه حركة اللسان بالكلام دون تحريك للسان واستحضار المريد شيخه وورده اليومي مع اعتقاد وساطته في نجاته يوم القيامة، وهذه الأمور كلها من البدع المنكرة لأن تلك الأذكار لم يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أوحي إليه من الكتاب والسنة، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" وقال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد

س: ما حكم الإسلام في الطريقة الهبرية الموجودة في الجزائر ؟

ج: الطريقة السليمة الصحيحة هي التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فمن اقتفى أثره في ذلك فهو على الصراط المستقيم، وأما الطرق التي حدثت بعد ذلك فيعرض كل عمل منها على الشريعة الإسلامية فما وافقها أخذ به وما خالفها رد لقول الله عز وجل "وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الأنعام 153)وننصح بكثرة تلاوة القرآن وقراءة تفسيره وخاصة تفسير ابن جرير وابن كثير رحمهما الله، وكذلك قراءة السنة وشرحها وخاصة الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم والسنن الأربعة إلى غير ذلك من كتب الحديث الشريف مثل منتقى الأخبار وبلوغ المرام ورياض الصالحين وزاد المعاد في هدي خير العباد

سؤال عن الخوارج

ما هو معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه حيث قال "سيخرج قوم في آخر الزمان حداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة" ؟
ج: هذا الحديث وما في معناه قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الطائفة المسماة بـ: الخوارج لأنهم يغلون في الدين ويكفرون المسلمين بالذنوب التي لم يجعلها الإسلام مكفرة، وقد خرجوا في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأنكروا عليه أشياء فدعاهم إلى الحق وناظرهم في ذلك فرجع كثير منهم إلى الصواب وبقي آخرون، فلما تعدوا على المسلمين قاتلهم علي رضي الله عنه وقاتلهم الأئمة بعده عملا بالحديث المذكور وما جاء في معناه من الأحاديث، ولهم بقايا إلى الآن، والحكم عام في كل من اعتقد عقيدتهم في كل زمان ومكان

قلت: منهم الآن في سوريا والعراق حدثني شخص جاء من سوريا وقابلته في الأردن أنهم قتلوا صاحبه أمامه شر قتله حينما رأو معه سيجارة ولا شك أن شرب الدخان حرام لكن لا يقتل شاربه وهم الآن المسمون بدولة الإسلام ويطلق عليهم "داعش" يحكمون جزء من سوريا والعراق إلى تاريخ اليوم 9/3/1436 هـ ولا أدري عن المستقبل

س: عن فرقة الأباضية وهل تجوز الصلاة خلفهم ؟
ج: فرقة الأباضية من الفرق الضالة لما فيهم من البغي والعدوان والخروج على عثمان وعلي رضي الله عنهما، ولا تجوز الصلاة خلفهم

قلت: هم الآن في عُمان

س: عن الرافضة، إن السائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمراكز العراقية، وهناك جماعة على مذهب الجعفرية يدعون عليا والحسن والحسين وسائر ساداتهم في الشدة والرخاء ؟
ج: إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعون عليا والحسن والحسين وساداتهم فهم مشركون مرتدون عن الإسلام والعياذ بالله، لا يحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها اسم الله

س: أنا من قبيلة تسكن في الحدود الشمالية ومختلطين نحن وقبائل من العراق ومذهبهم شيعة وثنية يعبدون قببا ويسمونها بـ: بالحسن والحسين وعلي وإذا قام أحدهم قال: يا علي يا حسين، وقد خالطهم البعض من قبائلنا في النكاح وفي كل الأحوال، ولم يسمعوا لنصيحتي لهم ؟
ج: إذا كان الواقع كما ذكرت فهم مشركون شركا أكبر يخرج من ملة الإسلام، فلا يحل أن نزوجهم المسلمات، ولا يحل لنا أن نتزوج من نسائهم، ولا يحل لنا أن نأكل من ذبائحهم، قال تعالى:" وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (البقرة 221)

س: ما هي عقيدة الرافضة ؟

ج: الرافضة فرق كثيرة منها الغلاة وغير الغلاة فنوصيك بقراءة ما كتبه العلماء في تفصيل فرقهم وبيان عقيدة كل فرقة منهم، مثل: كتاب مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري، ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية وكتاب الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي، وكتاب الملل والنحل للشهرستاني، والملل والنحل لابن حزم ، وكتاب مختصر التحفة الإثنا عشرية وكتاب الخطوط العريضة لمحب الدين الخطيب والمنتقى من منهاج السنة للذهبي

فالرافضة فرق كثيرة، ومن قال منهم أن عليا رضي الله عنه في مرتبة النبوة وأن جبريل عليه السلام غلط فنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر

ومن شايع من عوام الرافضة إماما من أئمة الكفر والضلال، وانتصر لسادتهم وكبرائهم بغيا وعدوانا حكم له بحكمهم كفرا وفسقا، قال الله تعالى "يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ" (الأحزاب 63)إلى أن قال: وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا " (الأحزاب 67 -68)

ومذهب الشيعة الإمامية مذهب مبتدع في الإسلام أصوله وفروعه، ونوصي بمراجعة مختصر التحفة الإثني عشرية ومنهاج السنة لشيخ الإسلام، وفيها بيان الكثير من بدعهم

إذ أن الشيعية الإمامية الإثني عشرية قد نقلوا في كتبهم عن أئمتهم أن القرآن الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه عن طريق حفاظ القرآن من الصحابة محرفا بالزيادة فيه والنقص منه وبتبديل بعض كلماته وجمله، وبحذف بعض آيات وسور منه يعرف ذلك من قرأ كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب الذي ألفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في تحريف القرآن وأمثاله مما ألف انتصارا للرافضة، ودعما لمذهبهم كـ منهاج الكرامة لابن المطهر، كما أنهم يعرضون عن دواوين السنة الصحيحة كصحيحي البخاري ومسلم فلا يعتبرونها مرجعا لهم في الاستدلال على الأحكام عقيدة وفقها، ولا يعتمدون عليها في تفسير القرآن وبيانه، بل استحدثوا كتبا في الحديث وأصلوا لأنفسهم أصولا فاسدة يرجعون إليها في تمييز الضعيف في زعمهم من الصحيح، وجعلوا من أصولهم الرجوع إلى أقوال الأئمة الإثني عشر المعصومين في زعمهم، فمن أين يكون لديهم من علم القرآن المتواتر والسنة الصحيحة، وقواعد الشريعة الثابتة وأحكامها ما يطبقون على قضايا أمتهم الإيرانية التي يحكمونها وكيف يقال مع ذلك لا يوجد رئيس دولة مسلم إلا آية الله الخميني وهو القائل في كتابه الحكومة الإسلامية تحت عنوان الولاية التكوينية ص52: إن للأئمة مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وأن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب، ولا نبي مرسل. اهـ، إن هذا لهو الكذب الفاضح والبهتان المبين وننصح بقراءة كتاب مختصر التحفة الإثني عشرية للعلامة محمود شكري الألوسي، وكتاب المنتقى من منهاج السنة للذهبي

وبالله التوفيق

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

1436-03-13 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 132 الجزء الثالث : شروط قبول الدعاء - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 131 الجزء الثالث ‌‌وجوب النهي عن المنكر على الجميع - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي