الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قال المصنف : باب قول الله تعالى:"يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ" (آل عمران 154)
هذا باب عظيم فقوله رحمه الله تعالى: باب قول الله تعالى:"يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ "
أراد المصنف بهذه الترجمة التنبيه على وجوب حسن الظن بالله ؛ لأن ذلك من واجبات التوحيد، ولذلك ذم الله من أساء الظن به ؛ لأن مبنى حسن الظن على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وعلمه وحسن اختياره، وقوة المتوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر له حسن الظن بالله، فمن قام .
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:
أن حسن الظن بالله جل وعلا من واجبات التوحيد ، وسوء الظن بالله ينافي التوحيد، وقد جاء في الحديث القدسي "يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، " أخرجه البخاري ومسلم واللفظ للأول .وعن جابر رضي الله عنه قال:" سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بثَلَاثٍ يقولُ: لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ." رواه مسلم .
قوله تعالى "يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ" ، ثم أخبر عن الكلام الذي صدر عن ظنهم الباطل ، وهو قولهم "هَل لَّنَا مِنَ الْأَمْرِ مِن شَيْءٍ ۗ " فليس مقصودهم إثبات القدر ورد الأمر كله لله، بل ظنَّهم الباطلَ التكذيبُ بالقدر ، فأكذبهم الله بقوله:" قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّه " فلا يكون إلا ما سبق به قضاؤه وقدره وجرى به قلمه وكتابه السابق ، وما شاء الله كان ، شاء الناس أم أبوا ، وما لم يشأ لم يكن ، شاءه الناس أو لم يشاءُوه
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/6/10 هـ