الدرس السابع والأربعون: الحديث 37 عدل الله وفضله

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 7 شعبان 1437هـ | عدد الزيارات: 2238 القسم: شرح كتاب الأربعين النووية -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

" عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ. وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحِيْحَيْهِمَا بِهَذِهِ الحُرُوْفِ

الراوي

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزبَه الجعفي البخاري، أسلم جدّه المغيرة على يد والي بخارى يمان المسندي البخاري الجعفي فانتمى إليه بالولاء وانتقل الولاء في أولاده، وأصبح الجعفي نسباً له ولأسرة البخاري

ولد الإمام البخاري في بخارى ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة 194 هـ، وتربّى في بيت علم إذ كان أبوه من العلماء المحدّثين، واشتهر بين الناس بسمته وورعه، ورحل في طلب الحديث إذ سافر إلى مكة لأداء فريضة الحج ثم المدينة ومكث فيها فترة ثم رحل منها إلى بغداد والكوفة والبصرة ودمشق وحمص وعسقلان ومصر لطلب العلم، وروى عن مالك بن أنس وحماد بن زيد كما رأى عبد الله بن المبارك، وتوفيّ والإمام البخاري صغير. فنشأ البخاري يتيماً في حجر أمه، وروى المؤرخون أن بصره أصيب وهو صغير فرأت أمه إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها (يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ولكثرة دعائك) فأصبح وقد رد الله عليه بصره

ومال البخاري إلى طلب العلم وحفظ الأحاديث وتحقيقها وهو حديث السن، فدخل الكتّاب صبيًا فأخذ في حفظ القرآن الكريم وأمهات الكتب المعروفة في زمانه، حتى إذا بلغ العاشرة من عمره، بدأ في حفظ الحديث، والاختلاف إلى الشيوخ والعلماء، وملازمة حلقات الدروس، حفظ كتب عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح وهو ابن ست عشرة سنة، وذلك في عام 210

ومن أهم شيوخه علي بن المديني

من مصنفاته: الجامع الصحيح: والمشهور باسم صحيح البخاري، مكث في تصنيفه وترتيبه وتبويبه ستة عشر سنة، جمع فيه البخاري حوالي 7593 حديثاً اختارها الإمام البخاري من بين ستمائة ألف حديث يحفظها، عرضه على أكابر علماء عصره مثل أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، فشهدوا له بصحة ما فيه من الحديث، قال عبد الواحد بن آدم الطواويسى قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه جماعة من أصحابه، وهو واقف في موضع ينتظر البخاري في اليوم الذي مات فيه، وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت الأول من شوال 256 هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره 62، وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند بأوزبكستان

الشرح

قوله: (فيمَا يَرويهِ عَنْ رَبِّهِ) يسمى هذا الحديث عند العلماء حديثاً قدسياً

قوله (كَتَبَ) أي كتب وقوعها فهي واقعة بقضاء الله وقدره المكتوب في اللوح المحفوظ، كما كتب ثوابها فيما دل عليه الشرع

قوله صلى الله عليه وسلم ( ثُمَ بَيَّنَ ذَلِك) أي فصله

قوله صلى الله عليه وسلم (فَمَن هم بِحَسَنةٍ فَلَم يَعمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) ولا يراد بالهم حديث النفس، إنما المراد العزم، لكن الكسل يمنعه من ذلك فيثاب على العزم حسنة كاملة

فانظر وفقك الله إلى عظيم لطف الله وتأمل هذه الألفاظ فقوله (عنده) إِشارة إلى الاعتناء بها وقوله (كاملة) للتوكيد وشدة الاعتناء
واعلم أن من هم بالحسنة فلم يعملها على وجوه

الأول: أن يسعى بأسبابها ولكن لم يدركها، فهذا يكتب له الأجر كاملاً، لقول الله تعالى (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) النساء: 100
وكذلك من يهم أن يؤدي صلاة الفريضة قائماً ثم يعجز عن ذلك فيكتب له أجر الصلاة قائماً، لأنه سعى بالعمل ولكنه لم يدركه

الثاني: أن يتركها انشغالاً مثل هم أن يصلي ركعتي الضحى، فقرع عليه الباب رجل فانشغل به عن الصلاة فيثاب على الهم والعزم، ومثله خرج من المسجد ليصلي النافلة في البيت لأن أداءها في البيت أفضل فلما وصل البيت نسي فهنا تكتب له حسنة كاملة على الهم العزم

قوله صلى الله عليه وسلم (وَإِن هَمَّ بِهَا فَعمَلَهَا) تكتب عشر حسنات لقول الله تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) الأنعام: 160
قوله صلى الله عليه وسلم (كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ عَشرَ حَسَنَاتٍ) هذه العشر حسنات كتبها الله على نفسه ووعد بها وهو لا يخلف الميعاد سبحانه وبحمده
قوله صلى الله عليه وسلم (إلى سَبعمَائةِ ضِعف) تحت مشيئة الله إن شاء ضاعف، وإن لم يشأ لم يضاعف، لقوله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء) وروى مسلم عن ابن مسعود قال جاء رجل بناقة مخطومة فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة
قوله صلى الله عليه وسلم (إلى أَضعَافٍ كَثيرةٍ) يعني أكثر من سبعمائة ضعف

ومضاعفة الحسنات زيادة على العشر بحسب فضل العمل مثل الإنفاق في سبيل الله كما في الآية السابقة
قوله صلى الله عليه وسلم (وَإِن هَمَّ بِسَيئةٍ فَلَم يَعمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنةً كَامِلَةً) جاء في الحديث (لأنهُ إِنَمّاٍ تَرَكَهَا مِن جَرائي) أخرجه مسلم، أي من أجلي، فتكتب حسنة كاملة، لأنه تركها لله
والهم بالسيئة له أحوال
الأولى: أن يهم بالسيئة أي يعزم عليها بقلبه، لا حديث نفس، ثم يراجع نفسه فيتركها لله عزّ وجل، فهذا هو الذي يؤجر، فتكتب له حسنة كاملة، لأنه تركها لله

الثانية: أن يهم بالسيئة ويعزم عليها لكن يعجز عنها بدون أن يسعى بأسبابها، فهذا يكتب عليه سيئة، لكن ليس كعامل السيئة، بل يكتب وزر نيته، كما جاء في الحديث بلفظه (فَهوَ بِنيَّتهِ فَهُمَا في الوِزرِ سواء) أخرجه أحمد
الثالثة: أن يهم بالسيئة ويسعى في الحصول عليها ولكن يعجز، فهذا يكتب عليه وزر السيئة كاملة،روى البخاري ومسلم عن أبي بكرة قال قال صلى الله عليه وسلم (إِذَا اِلتَقَى المُسلِمَانِ بِسيفَيهِمَا فَالقَاتِل وَالمَقتول في النَّار قلت: يَا رَسُول الله هَذا القَاتِلُ، فَمَا بَالُ المَقتُول، قَالَ: لأَنَّهُ كَانَ حَريصَاً عَلَى قَتلِ صَاحِبِهِ) أخرجه البخاري ومسلم
ومثله: من جاء بالسلم ليسرق، فعجز فيكتب عليه وزر السارق

الرابعة: أن يهم بالسيئة ثم يعزف عنها لا لله ولا للعجز، فهذا لا يثاب ولا يعاقب، وعليه قوله صلى الله عليه وسلم (كَتَبَهَا عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) إذا تركها لله

قوله صلى الله عليه وسلم (وَإِن هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيئةً وَاحِدةً) لقوله عزّ وجل (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) الأنعام: 5، وقال الله تعالى في الحديث القدسي (إِنَّ رَحْمَتِيْ سَبَقَتْ غَضَبِيْ) رواه البخاري

قوله صلى الله عليه وسلم (عِندَه) في قوله (كَتَبَهَا عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) إشارة إلى الاعتناء بها

قوله صلى الله عليه وسلم (كَامِلَةً) للتأكيد وشدة الاعتناء بها

وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها (كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً) فأكدها بكاملة وإن عملها كتبها سيئة واحدة، فأكد تقليلها بواحدة، ولم يؤكدها بكاملة، والحمد لله

فوائد الحديث

أولاً: رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه، وما رواه عن ربه في الأحاديث القدسية هو من كلام الله عزّ وجل معنى ولفظه من الرسول صلى الله عليه سلم إذ لو كان كلام الله لفظاً ومعنى لكان أقوى من القرآن لأنه من الله مباشرة تأمل قصص الأنبياء اللفظ من الأنبياء والمعنى من الله مثل قصة الهدهد مع سليمان ليس هذا لفظها لأن لغتها لا نعرفها فالمعنى من الله والقرآن لفظه ومعناه من الله

ثانياً: إثبات كتابة الحسنات والسيئات وقوعاً وثواباً وعقاباً، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الحسنات والسيئات

ثالثاً: أن الحسنات والسيئات الواقعة قد فرِغ منهما وكتبت واستقرت ولا حجة في هذا للعاصي لأن الله تعالى أعطاه العقل وأرسل إليه الرسل، وبين له الحق وهو لا يدري ماذا كُتِبَ له في الأصل، فكيف يقع في المعصية، ثم يقول قد كتبت علي، والدليل الأثري والنظري على بطلان قوله، الأثري: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال للصحابة (مَا مِنكُم مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ كُتِبَ مَقعَدهُ مِنَ الجَنةِ وَالنَّار، قَالوا: يَا رَسُول الله أَفَلا نَدع العَمَلَ وَنَتَّكِلَ عَلَى الكِتَابِ الأَولِ، قَالَ: لاَ، اعمَلوا فَكل ميسر لِمَا خُلِقَ لَهُ) أخرجه البخاري ومسلم، فلا تعتمد على شيء مكتوب وأنت لا تدري عنه (اعمَلوا فَكل ميسرٍ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا أَهلُ السعَادَةِ فَيُيَسّرونَ لِعَمَلِ أَهلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَا أَهَلُ الشَّقَاء فَيُيَسَّرونَ لِعَمَلِ أَهلِ الشَّقَاءِ، ثُمَ تَلاَ قَولَهُ تَعالَى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) الليل: 5-10

والدليل النظري العقلي فيقال لهذا الرجل الذي عصى الله وقال كتب علي، ما الذي أعلمك أن الله كتبك مسيئاً ولا شك لا أحد يعلم المقدور

رابعاً: إثبات أفعال الله عزّ وجل لقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله كَتَبَ الحسنات والسيئات) وهذا من عناية الله بالخلق حيث كتب حسناتهم وسيئاتهم قدراً وشرعاً

خامساً: من فضل الله عزّ وجل ولطفه وإحسانه أن من هم بالحسنة ولم يعملها كتبها الله حسنة، والمراد بالهم: العزم، لا مجرد حديث النفس

سادساً: مضاعفة الحسنات الأصل الحسنة بعشر أمثالها، لكن قد تزيد إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة بأمور منها

الأول: الزمان،مثل فضل عشر ذي الحجة لقوله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ أَيَّام العَمَلُ الصَّالِحُ فِيْهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشر قَالوا: ولاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ، قَالَ: وَلا الجِهَادُ في سَبيلِ الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه البخاري، ومن ذلك قوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) القدر: 3
الثاني: باعتبار المكان، في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم صَلاَةٌّ في مَسجِدي هَذا أَفضَلُ مِنْ أَلفِ صَلاَة فيمَا سِواهُ إِلاَّ مَسجِدِ الكَعبَة

الثالث: باعتبار العمل قال تعالى في الحديث القدسي (مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مَمَّا افتَرَضْتُ عَلَيْهِ) أخرجه البخاري ومسلم، فالعمل الواجب أفضل من التطوع

الرابع: باعتبار العامل قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وقد وقع بينه وبين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما ما وقع (لاَ تَسِبوا أَصحَابي، فوالذي نَفسي بيَدِهِ لَو أَنفَقَ أَحَدُكُم مِثلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مَد أَحَدِكُم ولاَ نصيفَهُ) أخرجه البخاري ومسلم
الخامس: يتفاضل العمل بالإخلاص، رجل نوى بالعمل امتثال أمر الله، والثاني تأدية واجب، والثالث شيئاً من الدنيا، فالأكمل فيهم: الأول

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1437/8/7 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 6 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر